Monday, October 16, 2006

في مصر أذكى أذكياء الأرض




في مصر أذكى أذكياء الأرض إن أوائل طلبة الثانوية العامة متوسط مجموع درجاتهم 102% تخيلوا هذا الذكاء و لو أن ذلك ليس بغريب في بلد كانت ــ خصوصا في الستينات من القرن الماضي ــ نتيجة الانتخابات الرئاسية 99,99% و نسو الأفاضل أن نسبة الناس الذين أمنوا بالله لم يبلغوا هذه النسبة و لكنهم قد امنوا بأن الزعيم جمال عبد الناصر قد آمن به الشعب بهذه النسبة الغريبة و ما هو أضل سبيلا أن الشعب المبجل قد صدق الكذبة.

إن مجموع أي شيء لا تعدى في الدنيا نسبة 100% و لكن في تعليم مصر يمكن أن يصل إلي 103% إن في تعليم البلاد المتحضرة نسب النجاح تكون من 60% حتى 90% أما في مصر فالمسألة مختلفة من 40% حتى 103% و ممكن أكثر.

التعليم في مصر هو العجب العجاب بعينة السؤال كل أول سنة "هو فيه سنة سادسة ولا لأ السنادي" ثم دروس خارجية من مجموعات تقوية و مراكز بها دروس و دروس خصوصية و أكثر من ذلك بكثير من البدع التي لم اسمع عنها كأنه لا وجود لما يسمي بالمدارس ثم الغول المسمى الثانوية العامة و دخول امتحانات الطبيعي أن تكون بها شكوى من أن هناك أسئلة من خارج المقررات الواضح أن الوزارة تستورد واضعي امتحانات من الخارج و لو إن كان ذلك ما يفعلوه لكان الخبير الأجنبي بنظامه المعهود قد قرأ المنهج قبل قيامه بالمهمة ثم قاس نسبة استيعاب الطلاب و زار مدارس في أنحاء مصر و جمع فريق لوضع امتحان يكون في المستوى المطلوب للطلبة ــ و ليس مستوى الطالب المتوسط ــ المشكلة إن واضع الامتحان من الوزارة.

طالب يتعلم طوال حياته أن يحفظ ما في الكتب ثم يدخل الامتحان فيلقي كل ما في رأسه في ورقة الإجابة بدون تفكير بدون بحث و بدون رأي ماذا تنتظر منه أن ذلك هو بداية القهر الفكري للشعب، أنت لا رأي لك تقول ما يملى عليك لا تفكر فقط تردد ــ حتى أريح يا شيخ توجع دماغك ليه ــ ثم الطامة الكبرى الجامعات المصرية فيها تفقد كل شيء من أول الرأي الخاص حتى الخصوصية.

الجامعة هو فساد التعليم بذاته و إفساد عقول الشباب تعود للحفظ، ثم تلقي بكافة ما حفظت علي الورقة لتنجح، لا وجود للبحث العلمي و لا مبادئ للحياة العملية ثم أهم من ما كتبت هو رأي المدرس إذا كان دكتور المادة أو المعيد و إذا سولت لك نفسك و اختلفت معه في الرأي لن ترى النجاح في هذه المادة ــ انت مين علشان تعدل علي الدكتور يا جاهل ــ انها قمة قهر الرأي.

كيف سنصل إلي التقدم بهذه الطريقة فقلة قليلة من يشفي من هذه الأمراض و اقل منهم من يستمعون لهذه القلة و اقل من ذلك من يصدق.

أيها الناس فليتذكر أولوا الألباب و ليصرخ كل من له رأي برأيه، اكتبوا أرائكم علي قصاصات الورق أعطوها لأصدقائكم و معارفكم لا تخافوا و لا تخجلوا فحتي إن كان رأياك خطاء فإنه يفتح المجال للآراء الصحيحة و إعادة التفكير للحياة الأفضل لنجعل المسؤلين يسمعون ما نقول و كما قال القدماء "الزن علي الودان امر من السحر" و حتى إذا لم نفلح فيكفي أن نريح نفسنا بالكلام و نثلج صدورنا بأقوالنا يكفي الإحساس بأننا لسنا كالنعاج نعيش بلا رأي و نموت فنختفي في عالم النسيان بدون حتى المحاولة لإعطاء أولادنا فرصة لحياة أفضل فقط شرف المحاولة يكفي.