Sunday, January 20, 2013

مرسي برئ

 الكل يعلم مدي معارضتي لأحداث 25 يناير 2011 (التي يطلق عليها إعلاميا الثورة) و مدي اعتراضي علي الطريقة التي استولي بها الاخوان علي الحكم و لكن هذا الاعتراض و المعارضة لا و لم يخرجاني ابدا من ان اكون موضوعيا.
يتبادل الكثيرون و يطلقون النكات هذه الايام علي الاحداث الجارية و الحوادث المتكررة التي يقتل فيها كثير من الابرياء علي انها بسبب نحس مرسي و تشبيهه بالبومة في شؤمها و كثير من هذه الاقاويل التي نسمعها كلنا، و مع عدم اعتراضي علي ذلك لانها الطريقة المعروفة و القديمة ليقاوم الشعب المصري الايام العصيبة و ذلك باطلاق النكات و لكني لا اطلق عنان افكاري او ردود افعالي و انا ناقم او غاضب او متوتر حتي لا تلعب العاطفة بأفكاري و قراراتي.
 و بعد ان هدأت و حاولت التفكير بعقلانية اعدت التفكير قليلا فوجدت ان مرسي مسئول فقط عن رد فعله تجاه جميع هذه الحوادث، فردود افعاله تجاه الحوادث لا ترقي لمستوي الحادثة، فأنا لا اطالبة ان يزور مصابين صدمهم قطار اثناء عبورهم مزلقان في تاكسي و لكني اطالبة ان يكون رد فعله اقوي حين ينقلب قطار و يقتل به 19 و يصاب 117 اكثرهم من الجنود اريد رد فعل اقوي عندما ينهار عقار علي ساكنيه و هم نيام.
و لكن من وراء هذه الحوادث؟ بعد نقاش مع احد المهندسين المتخصصين في القطارات خرجت بما كنت اظنه، فقد قال لي بالحرف "هي مبتحصلش كتير ان تنفصل القاطرات و لكن طريقه انفصالها مع وقوع الحادث بهذه الطريقه معناها 80% بفعل فاعل".
إذا فرضنا انها بفعل فاعل، فالسؤال الذي يطرح نفسة، من هو هذا الفاعل؟ بالتفكير العادي الفاعل هو المستفيد، و لكن من المستفيد مؤكد ليس الإخوان هذه المرة و لكن من يريد اسقاطهم و السؤال هو، من يريد اسقاط الاخوان؟ نرجع هنا إلي مقولة نسر المخابرات و ثعلب المعلومات المرحوم اللواء عمر سليمان عندما قال "من جاء بالاخوان الي السلطة هم من سيسقطهم".
من تظن ان المرحوم اللواء عمر سليمان كان يكلم و من هم الذين جاءوا بالاخوان؟ من الواضح لي انه لم يكن يكلمنا نحن، و لكنه كان يكلم الإخوان انفسهم فمن جاء بالاخوان هي الحكومة الامريكية لدعم ما يسمي الشرق الاوسط الجديد عن طريق الفوضي الخلاقة و كان يقصد ان المرحوم اللواء عمر سليمان ان يقول للإخوان لا تفرحوا فالامريكيين وضعوكم فوق السلطة و هم من سيسقطونكم.
استغلت المخابرات الامريكية سلاح التخريب التي تدربة و تستغله لعمل بعض الحوادث التي من شأنها تأجيج الراي العام بوجه عام و لكن هذه المره ضد الاخوان - مثل حادث قطار البدرشين و مثل ما فعلوا في فترة الرئيس مبارك في حادث احتراق قطار الصعيد - و فساد ذمم بعض المواطنين الذي يسبب الحوادث مثل انهيار العقارات لعدم الالتزام بالمواصفات و تضخيم الحدث - مثل ما فعلوا في حادث موت المدعو خالد سعيد - لدفع المواطنين للوقوف ضد الحكومة و في هذه المرة هي حكومة الاخوان التي جاءوا بها ليسقطوها لنظل في دوامة ما يسمي بالفوضة الخلاقة.
و الان تدفع بالعملاء للحشد لعمل وقفات من شأنها وقف الحياه المدنية مثل غلق محطات القطارات و المطالبة بمطالب ابسط ما توصف به انها متخلفة مثل المطالبه بوقف حركة القطارات حتي اعادة هيكلة الهيئه، و الدفع بالرأي العام لإعادة الفوضي و المظاهرات لتنهار الدولة المصرية اكثر فأكثر و لنقع فريسة للأزمه الإقتصادية حتي تضطر الدولة الاستدانة من صندوق النقد الدولي و نقع تحت براثن الإحتلال الاقتصادي.
قد يظن البعض انني ابرر للحكومة الإخوانية اعمالها و لكني علي العكس ارفض الحكومة الاخوانية و ارفض الطريقة التي جأت بها للحكم و ارفض العمالة لأي كينونة اجنبية و الظن بأنها تعمل لمصلحة البلاد، و لكني ايضا ارفض ان انساق وراء سم الألة الإعلامية التي إستخدمها و مازال يستخدمها الاعداء لدعم الفوضي الخلاقة و الغوص بالوطن في بركة من الوحل لن نستطيع ان ننهض بها إلا بعد مئات السنين.
فمن يدفع الناس بالعصيان هذه الايام هم انفسهم من دفعوهم بالامس و لكن دراسة المخابرات للعقلية الادمية و معرفة كيفية تقسيم الناس لعبت لعبتها، فعندما قامت بدفع الشعب للتظاهر كانت تعلم ان ما تفعله سيتحكم في عقلية كثير من الناس و لكنها كان تعلم ايضا انها لن تكون قادرة علي التحكم في الاخرين و سينقسم الناس بعدها إلي من يشجعون الثورة (الثوار) و معارضيها (الفلول) و لكنك تصبح ساذج إذا ظننت ان هذا ضعف في الخطة، علي العكس هذا هو الداعم الاساسي لقوه للخطة فإلتفرقة تبدا من هنا، ثم يجئ بالاخوان في الحكم فيصبح متشاحني الامس اصدقاء اليوم للوقوف ضد الاخوان، و مع ذلك تظل دائما تعلم و يعلم من حولك انك من اصل ثوري او من اصل فلول، فبعد ان كانوا فريقان اصبحنا ثلاثة و هلم جر، تفرق و تفرق و ذلك كما فعلت في مباراة الاهلي و بورسعيد فوضعت الطوبة الاولي في نظرية تقسيم مصر بدب الفرقة و الكراهية بين جماهير فريق له شعبية كبيرة و شعب بورسعيد البوابة الشمالية للقناه و اضع تحت كلمة البوابة الشمالية للقناه الف خط.
الان الكرة في ملعب الاخوان، لابد لهم ان يعملو لمصلحة الوطن و يجمعوا شمل الشعب و لو اني لن اراهن علي وطنية الإخوان او حتي علي حسن تصرفهم و حسن وزنهم للأمور. المشكله هنا اننا وضعنا بين امرين اما ان نثور علي الاخوان و نكمل خطة العدو، او لا نثور علي الاخوان و نكون قد سلمنا وطننا لعملاء، فكيف الخلاص، هذا شيئ لا اعرفه