Friday, November 30, 2007

هل هم بني ادم .....ام يا تري تبراء منهم ادم؟

أتحرك هذه الأيام كثيرا, لم أكن اهتم بأخلاق البشر ولا بتصرفاتهم - ممكن لأني أراهم حيوانات أكثر من بني ادم منذ زمن بعيد - و لكن فجأة وجت نفسي ارتطم بهم بشدة كمن هوي من عنان السماء فسقط علي صخور في واد في وسط الصحراء حار ملتهب من الشمس فلا تعرف ماذا يؤلمك أكثر هل هو وجع السقوط أم حرارة الأرض أم حر الشمس و ربما أكثر ما يعذب في ذلك هو الخوف من الموت عطشا في هذه الصحراء, موت بطيء لا رحمة فيه.

أتحرك فأرى هؤلاء الناس يتحركون كأوراق شجر جافة تذروها الرياح بلا نظام ولا تخطيط, منذ زمن أحسست الفساد و رأيته و تعاملت معه و عرفت كيف يتحول بني أدم إلي بهائم لا نظام ولا معرفة يعيشون كالحمير في المراعي لا الحمير تشبع ولا المراعي تنفذ و لا احد يفكر.

المفاجئة هي قلة الأدب التي أصبحت حق مكتسب لكل من يملك الوجه المكشوف لأخذ ما ليس حقه و عرفت معني المثل الشعبي "الأبيحة ست جيرانها" فإذا كنت متحضر و وقفت في صف تجد من يندس في الأمام قائلا "معلش يا جماعة بعد إذنكم أنا عندي ظروف" و إذا نهره احد يعطيك محاضرة عن كيفية مراعاة ظروف الآخرين و كأنك شخص لا عمل ولا هموم لك و يمكنك الانتظار – يعني هتتأخر علي الديوان – فتحولوا إلي حيوانات قليلة الأدب بل لأكون أدق معدومة الأدب.

و عندا ابحث عمن يتصرفون مثلي أجدهم لا يزيدون عن بضع في أي تجمع أكون فيه مع العلم أنا اعمل مع ناس من الطبقة المتوسطة أو أكثر و أصدقائي من نفس الطبقة, و إذا ذهب خيالك إلي أن أولاد المناطق الشعبية أكثر أدبا لأنهم يملكون أخلاق أولاد البلد, يسعدني أن أقول لك انك تسبح في بحر الظلمات و إنهم يملكوا فعلا أخلاق أولاد البلد و لكنها بلد قذرة فعدم وجود أخلاق أفضل لك من أخلاقهم الموبوءة.

هل هذا ما آل إليه حال مصر, البلد الذي كان اليونانيين و الإيطاليين و الأرمن و كثير من الجنسيات الأخرى تترك بلادها لتعيش فيها حني بداية الخمسينات من القرن العشرين؟

كان يضرب المثل بنظامها و رغد الحياة فيها رغم أن الأمية كانت ثمانون بالمائة, كان بها أول شبكة هاتف –تليفونات- و أول شبكة قطارات و فن و أدب و احترام – أو علي الأقل هكذا سمعت من جدتي فأنا لم أعيش هذه الأيام- و كان ثمن الجنيه الذهب الإنجليزي 98 قرش مصري و كانت فرنسا و إنجلترا مديونية لمصر بسبب الحرب – ليس كهذه الأيام أمريكة تحارب و يدفع العرب الفاتورة- اكبر عملية نصب في تاريخ البشرية صنعوا الإرهاب و غذوه بأموالنا ثم قلبوه علينا و حاربوه بأموالنا و دخلوا عندنا و استقروا برغبتنا.

أنا اعتقد أن سيدنا و أبونا ادم قد تبراء منا لأننا أصبحنا حيوانات أكثر من بشر نخرب ولا نعمر و بعد كل هذا معدومي الأدب –باختصار عالم وسخة-