Monday, November 28, 2011

تنتخبوا مين



كعادة هذه الايام تطفوا علي السطح مطالب يقال انها شعبية و لا اعرف كيف فالشعب لم يطالب بها ابدا، و هي مطالب ما انزل الله بها من سلطان، كل يوم طلب اغرب من الاخر و كان الطلب الغريب ان الشعب يريد حق الإنتخاب للمصريين المقيمين في الخارج.

طلباً غريباً لمصريين لم تطأ اقدامهم ارض الوطن منذ سنين عديده و ادهي من ذلك ان أولادهم لم يعيشوا في مصر ابدا و لم يعرفوا مصر كما نعرفها نحن، انا شخصيا اعرف اكثر من عشرة اشخاص لم تلمس اقدامهم ارض مصر منذ ما يقرب عن عشر سنين و اخرين يلبثون في مصر بضع ايام كل ثلاث او اربع سنين في اجازاتهم لزيارة الاهل و بعض الاصدقاء الذين مازالوا علي علاقة بهم.

كيف سينتخب هؤلاء من يمثلهم في البرلمان او حتي في رئاسة الجمهورية، كيف سيعرفون هؤلاء المرشحين في ظل ايام نحن يا من نعيش تحت سماء الكنانة لا نعرف معظمهم و متخبطين في الإختيار، كيف يفهم هؤلاء المغتربين ما يدور علي ارض الواقع بدون زيف إعلامي او مؤثرات خارجية او دعاية كاذبة.

بالطبع و بتأثير مرض الرهاب النفسي الذي اصابني منذ احداث يناير 2011 المشئومة و بالوسواس القهري الذي تعرفوه عني سأرجع المسألة لنظرية المؤامرة المشهورة، و لكن ما شأن نظرية المؤامرة و حق المصريين المقيمين في الخارج بالانتخاب؟

ببساطة بحثت عن عدد المصريين المقيمين في الخارج - فلم يهمني معرفتة قبل ذلك ابدا- وجدت انهم حوالي 8 مليون مصري اي ما يقرب من 10% من تعداد الشعب المصري، و وجدت ان من له حق التصويت كما جاء في اخر إستفتاء هو 40 مليون مواطن اي ما يقرب من نصف تعداد مصر، فبحسبة بسيطة نجد ان من 8 مليون مغترب لابد ان عدد من لهم حق في الانتخاب يقرب من 4 مليون ناخب تقريبا اي ايضا 10% من تعداد الناخبين، 10% من عدد الاصوات في يدك تحشو عقولهم بما تريد و تسوق رأيهم كما تريد، امتلاك القدرة علي التحكم في 10% من الاصوات قوه لا يستهان بها في حرب إنتخابية.

اعتقد انك إذا كنت ممن اعتاد علي قرأة كتاباتي قد فهمت مقصدي، فعلا ما تفكر به حقيقة، حملة إعلامية ضخمة في اماكن تمركز المصريين بالخارج مثل إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، كندا، الولايات المتحدة،  استراليا و هلم جر حمله في وسط المصريين تدعوا إلي المشاركة، المشاركة في تحديد مصير مصر بعد ان تخلصت من الطغاه و الفاسدين، فالأن لا يحق لك ان تكون سلبي فقد حررت مصر من القبضة الحديدية و اصبحت تملك صوتك و قرارك. ثم تبدأ الحملة بوضع السم في العسل وسط هذه المسرحية الهزلية تضع في المقدمة المرشح المطلوب انتخابة و تسرد قصص بطولاته و وطنيتة ما يجعلك تظن انه بطل الابطال و المهدي المنتظر و كيف انه قاوم الفساد و النظام السابق و كيف انه ابي ان يترك مصر في قبضة الطغاه و اشترك في الثورة المجيدة و بذلك تدفع رأي 10% من الناخبين إلي من تريده في الكرسي, في الخارج يمكنك ان تبث السموم في عقول الناخبين بغير رقيب و لا رأي اخر.
و كما يمكنك ترجيح كفه احد المرشحين يمكنك ايضا تشويه اخر و تقول فيه ما قاله مالك في الخمر و ايضا بلا رقيب او رأي اخر يسمعه الناخبين، فبذلك لا يمكنك فقط رفع احد المرشحين في السماء و لكن ايضا يمكنك دهس احد المرشحين و افقاده هذا العدد من الأصوات، و هذا ليس كل شئ و لكن بقية المؤامرة تتم داخل مصر بعمل دعاية للمرشح المطلوب بشكل كثيف فالمأجورين و المغفلين و الخونة سيعملون علي اشدهم ينفذون ما تدربوا عليه ببراعة كبراعتهم في إثارة الرأي العام لمدة سنين و التحضيرو تأجيج احداث  يناير 2011 .

الان لا اتعجب من المحاولات المستميتة لإعطاء حق الانتخاب للمصريين المقيمين في الخارج, و لكن ماذا يمكن لأشراف هذا الوطن ان يفعلوا، الحقيقة انا شخصيا غير متأكد مما يمكن عمله لوقف هذا المخطط الشرير غير المشاركة بما يمليه علي ضميري و دعوه الاخرين للمشاركة، حيث ان من تجاربي السابقة وبعد محاولات عديدة وجدت ان الخونة لا يمكن تغييرهم فهذا ما يقبضون الاموال عليه و هم قد باعوا وطنيتهم منذ امد، و المغفلين لا فائده منهم بعد محاولاتي العديدة معهم فكما قال صديقي العزيز و شريكي في الكفاح "من لم يفهم منذ البداية لن يفهم ابدا فالمغفل ليس مشكلتة في قصور فكرة او قلة معلوماتة و لكن المشكلة تكمن في إعتقادة انه دائما علي حق و انه اعلم خلق الله"  فالحل الوحيد هو ان يتحد الوطنيين علي قلب رجل واحد ليس من الخونة او من المتحولين يتفقون علي هذا المرشح و ان يكون اكثر ما يميزه هو خبرتة السياسية و حنكتة التفاوضية و دهائه الذي يمكنه من قيادة بلد كبير ولها وزن كمصر في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها و في ظل تربص الخونة و الاعداء بها و لا يقودنا بهمجية و لا عنف ولا عاطفة بلا حساب لعواقب افعاله و يفهم ما يجري و يعرف هدفه جيداً و كيفية الخروج من الازمة.

كلي امل ان تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الاعداء و ان يكون مرشح البرلمان و الرئاسة ممن ليسو عملاء لهم و لا لغيرهم بل رجال كل ما يهمهم مصلحة هذا الوطن العظيم.

Wednesday, November 09, 2011

الخدعة الكبري


بمجرد إنفجار احداث 25 يناير 2011 إدعي الإخوان المسلمين انهم مجرد مشاركين و انهم لم يخططو لهذا الحدث و انهم لم يتعاونوا مع الولايات المتحدة ضمن خطة هذا الإنفجار المهول، كما إدعي الليبراليين – الكلب الامين للأعداء- بالتعاون مع سيدهم القوي الولايات المتحدة ان الإخوان ما هي إلا فزاعة يرعب بها النظام الشعب حتي يظل تحت سيطرتة و ان الإخوان ليسوا مؤثرين في مجريات الامور و انهم ليسو بالقوة المشاعة عنهم و بالطبع صدق المغفلين ذلك.
 و ثبتت الايام عكس ذلك. لا ادري كيف يصدق هؤلاء المغفلين ان تنظيم يعمل منذ عشرينات القرن الماضي لا يملك الاعضاء و لا الحنكة السياسية ليؤثر علي مجريات الامور في ظل هذه الفوضي و كيف لا يشترك في إسقاط نظام طالما احبط محاولاته للسيطرة علي البلاد، فبمجرد ان عرضت علي الإخوان المسلمين الخطة اعتقد انهم قرروا الإنضمام للخونة و موالاة الأجانب الذين دائما ما كانوا يطلقون عليهم الكفارلضرب بني بلدهم و ذلك لتحقيق مصالحهم الشخصية.
و قد ظهر ذلك جليا عندما دعا الليبراليين لمظاهرات قرر الإخوان المسلمين عدم المشاركة فيها، فتحولت المظاهرات المقرر إقامتها إلي وقفات لبضع مئات و بأت بالفشل التام و كان ذلك إستعراض لقوة الإخوان و ظهرت ايضا فيما سمي بجمعة قندهار (جمعة تطبيق الشريعة) و ظهرت فيها قوة الاخوان و القوي الإسلامية الاخري من سلفيين و الجماعة الإسلامية جليا.

قد اعلن الإخوان انهم لا يطمحون لنيل اغلبية مقاعد مجلس الشعب و لكن ذلك مجرد جزء من الخدعة و لكن الوجه القبيح للخطة يظهر بعد ذلك، فهي خطة تستعمل لتسويق السلع، مناورة قديمة جدا، و لكن لم تظهرها الإخوان إلا عند اللزوم، يتم نشر اكثر من منتج لنفس الشركة فمهما إختلفت اذواق المستهلكين يكون اكثر السلع التي امامهم من منتجات نفس الشركة فتستولي هذه الشركة علي معظم السوق و هذا بالظبط ما حدث.

قسمت القوي الإسلامية نفسها إلي ثلاثة سلع او ما نسميه في السياسة احزاب، حزب الإخوان (العدالة و الحرية)، حزب السلفيين (النور)، حزب الجماعة الإسلامية (البناء و التنمية) و كما تلاحظ كل اسمائها تدعي انها تهدف لحياه أفضل للمواطنين و لا تمت للإسلام بصلة، و في حالة ان كل حزب من هذه الاحزاب لا يحصل غير علي 20% من مقاعد مجلس الشعب يصبح مجموع ما للإسلاميين من مقاعد في المجلس التشريعي للبلاد 60% اي الاغلبية، فلا يمكن تمرير قانون او قرار إلا بعد موافقتهم، و لإستكمال الخطة الشريرة يدعون إلي إقامة نظام برلماني لحكم البلاد و ذلك حتي يجردوا رئيس الدولة من كل سلطاتة و يصبح منصب شرفي مثل رئيس إسرائيل و يصبح حكم البلاد في يد البرلمان الذي يمتلكون فيه لأغلبية ساحقة، فبذلك يكونوا قد وصلوا لمقاليد الحكم بشكل غير مباشر، بإختصارفكر شيطاني بمساعدات و خطط اجنبية وجريمة خيانة عظمة مكتملة الاركان.

يقول لي البعض ان الغرب و خاصة الولايات المتحدة – و بالمناسبة إن الولايات المتحدة ما هي إلي القناع للمملكة المتحدة و اليد المنفذة لخطط إنجلترا- لن تسكت علي ذلك و لن تجعل الإخوان علي قمة الحكومة ابدا، و لكن انا لي رأي مخالف و هذا الرأي كان هو نفسة منذ حوالي ست سنوات و قد ضحك احد اصدقائي عندما سمع هذا الرأي مني و لكني الان اصبحت اؤمن به اكثر من ذي قبل، فالولايات المتحدة قد جندت الليبراليين للقيام بأحداث يناير حتي يكونوا في المقدمة فيتلقون الصدمة  الاولي  و يجتمع الشعب معهم و خصوصا الشباب الذي لا يعتنق فكر الإسلاميين و لكن ترك الليبراليين في السلطة لن يعطي الولايات المتحدة اي زريعة للتدخل مرة اخري في شوؤن البلاد الداخلية، كما انهم يعرفون جيدا ان هؤلاء الليبراليين ما هم إلا خونة تم تجنيدهم و إعطائهم وعود شخصية فبذلك لا يمكن الوثوق بهم ابدا، و لكن وجود الإسلاميين في السلطة (و هذا كان و مازال رأي الخاص) يجعل لهم الحق دائما للتدخل لمعاونة الاقليات ذات الديانات الاخري و الأراء المخالفة و الشواذ طبعا و بالطبع مقاومة التطرف و الإرهاب ً و لذلك ستعمل الولايات المتحدة جاهدة علي إيصال الإسلاميين للحكم و بذلك يكون دائما تدخلهم مبرر.
و بذلك تكون الولايات المتحدة قد وضعتنا بين فكي الرحي، فقد أخرجت في البداية من المعادلة النظام المتوازن القديم بإطلاق الإتهامات بالفساد و العمالة علية و بدون اي دليل مادي صدقها المغفلين ممن ساروا علي درب الاحداث و بقي امام العامة من الناس ان تختارإما اللبراليين الخونة، او الإسلاميين و ، فيكون ليس لديهم إلا خياران كلاهما سم زعاف.

إن الولايات المتحدة علي شفاه إنهيار إقتصادي رهيب بدأت بوادره في الظهور بالفعل، و لم يكن امامها إلا ايجاد حل لجمع ما يمكنها من موارد و ثروات و ذلك بتصريف منتجاتها و خدماتها و إيجاد فرص عمل جديدة لرعاياها لتوقف هذا الدمار القادم، و كان هذا الحل ببساطة هو الدمار، فالدخول في حروب بدعوا حماية الديمقراطية و الحريات تدمر اثناءها البنية الاساسية للبلاد كما حدث في العراق او افغانستان او ليبيا و من ثم تستولي علي البلاد المدمرة و في نفس الوقت يستقبلها الشعوب علي انها المنقذ مما كانوا فيه من قهر و ظلم و طغيان و ذلك بنشر هذا الفكر بألتهم الإعلامية الضخمة و المدفوع لهم من الخونة.
فبتدمير المناطق التي تملك الثروات الطبيعية كالبترول العراقي و الليبي و اليورانيوم في دارفور و المناطق التي تملك الطرق التجارية كما في مصر قناة السويس و الطريق ليورانيوم دارفور من الصحراء المصرية و سوريا لإعادة فتح خط انابيب البترول القديم كركوك حيفا ليتمكنوا من تصريف بترول العراق في البحر المتوسط لتقصر الطريق بشكل كبير إلي امريكا، فعند تدمير كل هذه المناطق و دخولها بقوات غازية بدعوي نشر الديمقراطية يتم إفقار هذه البلاد ثم المطالبة بتكاليف الحملات العسكرية و إعادة إنشاء البنية الاساسية التي بالطبع تقوم بها شركات اجنبية لا يصبح امام هذه البلاد حل لتسديد هذه التكاليف الضخمة إلا في صورة مواد خام و تسهيلات لعبور بضائعهم الثمينة من بترول و يورانيوم و اكثر من ذلك ربما الموافقة علي دفن نفايات سامة او حتي نووية في اراضيها و تستنذف الولايات المتحدة هذه الثروات و ترد قيمتها في صورة حملات عسكرية و تدريبات عسكرية للجيوش التي تم تفكيكها كما حدث في العراق ثم تسديد فواتير شركات إعادة الإعمار و شركات الامن مثل بلاك وترز التي كانت بالفعل احد الاضلاع الاساسية في هذه الحملات، و لا تستعجب عندما اقول إن الولايات المتحدة لا تستهلك هذه الثروات و لكنهت تخزنها في مستودعات ضخمة لإستعمالها في وقت الحاجة فهي تقوم فقط بنقل هذه الثروات بشكل بشع و واسع إلي اراضيها لتكون جميع هذه الثروات تحت يدها في المستقبل و لتظل هي فوق القمة و تضعف و تفقر الجميع فتظل هي الاقوي دائما.

سيتهمني البعض بالجنون و بالإيمان بنظرية المؤامرة و لكن ما يحدث الان لا يمكن تفسيرة –من وجهة نظري الشخصية- بشكل اخر هو فكر شيطاني يعتمد علي نظريات قديمة و افكار فلاسفة مثل ميكافيللي و خطط طويلة الاجل لا تهدف إلي الربح القريب و لكن إلي الربح طويل الاجل، فهم ليسو مثلنا ننظر تحت اقدامنا فنحاول الربح الان و في اقرب فرصة و لكنهم يسيرون بخطي بطيئة و لكن ثابتة لا يغيرها شئ و بقدرة عالية علي تغيير هذه الخطط دائما تبعا لتغير الاحوال و التكنولوجيا و الزمن.

خدعة كبري تخدعها الولايات المتحدة و اعوانهم من الاوروبيين و يستغلون فيها الخونة من البلاد المراد الإستيلاء عليها و في حالة الوطن العربي يستغلون معهم المتسلقين الإسلاميين الذين لا يبغون إلا الإستيلاء علي الحكم و ذلك لما فيه من مصالحهم الشخصية و ربما ايضا يكونوا عملاء للأعداء و يلبسون غطاء الإسلاميين فلا يشك بهم احد و اكثر من يساعدهم في هذه الحملات هم المغفلين من ابناء الوطن الذين يجتمعون بأعداد كبيرة و يؤمنون تحت تأثير الالة الإعلامية الفتاكة بهذه الافكار البلهاء من نشر الديمقراطية و محاربة الفساد و مقتنعون ببلاهة انهم سيأتون بملائكة من السماء و رسل ليتسلموا مقاليد الحكم فتصبح بلادهم يوتوبيا و يعاقب كل ظالم و فاسد فيها.
هؤلاء المغفلين الذين يضغطون بأعدادهم الضخمة علي الحكومات و يدخلوا في هذا الصراع مما يضع الحكومة تحت ضغط هائل حتي تنهار و يسقط تحت هذا الضغط الهائل الاخلاق و النظام و الامان و الإقتصاد و كل شئ اخر كما حدث في العراق و افغانستان و ليبيا و يحدث في مصر، و لن يعرفوا هؤلاء المغفلين هذه الخدعة إلا بعد فوات الأوان و بعد ان تتمكن القوي الاجنبية من البلاد و يكون تدارك الامر مستحيل.

نحن منزلقون في فوهة بركان و ما ينتظرنا إلا الجحيم ليحرق الأخضر واليابس، ليحرقنا نحن و اولادنا و احفادنا،  إلي متي سننتظرلا اعرف؟ اننتظر حتي نهلك بسبب سلبيتنا امام هؤلاء المغفلين؟
اما أن الاوان لنتحرك، لنخرج عن صمتنا و نصرخ بأعلي ما يمكننا، لنصرخ حتي يصل صراخنا إلي عنان السماء فيهز الاعداء و يعرفون اننا لسنا بضعاف، لنوقف زحفهم قبل ان نكون أندلس جديدة و تذهب منا الارض بلا رجعة و ننسا ثقافتنا و عادتنا و ننغمس في بحر نذوب فيه فلا يبقا لنا لون ولا طعم ولا رائحة.
فالنرفع رايات العصيان علي ما يفعلون بنا لنقول لهم "لا" بصوت عالي فلنقول لهم اننا كشفنا الاعيبهم و نطردهم كما تطرد الفئران من الحقول الخضراء حتي لا تدمرها، و اقتبس قول الشهيد العقيد معمر القذافي "حان وقت العمل، حان وقت الجهاد، حان وقت الزحف، ثورة، ثورة" فالنثور قبل ان تنتهي اضلاع الخدعة و لا يصبح امامنا إلا الخنوع و الذل.
  

Tuesday, November 01, 2011

الأن عرفت


ظهر علي الإنترنت و تناقل بسرعة انتشار النار في الهشيم صورة لجواز السفر المصري و كتب تحتها الاتي:

 "في اول صفحة بــ جواز السفر الأمريكي !!
مكتـوب : (حامل هذه الجواز تحت حماية الولايات المتحده الامريكيه فوق اي ارض وتحت اي سماء )
و في جواز السفر الكندي : ( نحرك اسطولنا من اجلك )
و ما زال يكتب بـ الجواز المصرى: ( عند فقدان الجواز تدفع غرامه ماليه )
عجبى انا مش عجب حد تانى :( "


تعجبت جدا فلا اذكر اني قرأت ذلك في جواز السفر و إلا كان قد لاقا مني سخريه بحكم عادتي ان اسخر من كل شيء. و اول شئ فعلته هو الدخول و إحضار جواز سفري و فتشت فيه كاملا فلم اجد لهذا الكلام اثر، ثم دخلت علي الإنترنت و فتشت علي صور جوازات سفر امريكيه و كنديه فلم اجد اثر لهذا الكلام ايضا.

عرفت الان ما كنت اتسأل عنه منذ احداث يناير 2011 (ما نطلق عليه انتفاضة الخونة و المغفلين و يطلق عليه اخرين ثورة) كيف استطاعوا وضع هذه الشائعات في عقول المصريين كيف حولوا طيبتهم إلي سيل عارم من الكره و الغضب الاعمي.
إن الناس في مصر- مثل جميع انحاء العالم- لا تتحقق من الخبر التي يصل لأذانها حتي انهم ظلوا يتداولوا ذلك بدون ان يكلف احدهم نفسه بلقيام لغرفة نومه و التحقق من جواز سفره.
الان عرفت عنصر شخصية الملقبون بالثوار و كما قال احد اصدقائي المقربين و نحن نتناقش في الموضوع "دي ناس خيافة تفكر لتعيا" فهو يظن انهم إذا فكروا سيصيبهم المرض، فالثوار – و اقصد بهم المغفلين و ليس الخونة – يأخذون ما يحشون به عقولهم بدون بذل عناء التفكير و تحليل الموقف، فعندما قيل عن خالد سعيد انه قتل بسبب اصابات معاوني الشرطة له صدقوا و لكنهم لم يصدقوا انه متعاطي مخدرات و ان ابتلاع المخدرات اثناء الضبط لإخفاء الدليل امر شائع جدا في هذه الاحوال حتي انهم لم يصدقو ثلاث تقارير تشريح انه مات بإسفكسيا الخنق نتيجة إبتلاع لفافة البانجو التي كانت بحوزتة و انه فصل من الخدمة العسكرية بعد سجنه بها لضبطه بحوزته مواد مخدرة.
نفس هذه الفئه هم من صدقوا ان الرئيس مبارك يملك 70 مليار دولار و في وقت التحقيقات كل من قال انه يملك الدليل تنصل من اقواله و إدعا انه سمع من غيره،

هؤلاء هم من اتبع الخونة , هم المغفلين الذين لا يطيقوا وسعا ان يفكرو و لا ان ينظروا إلي موطئ قدمهم للتحقق من ان من قال لهم انك تدوس علي ارض ثابتة صادق، لابد ان تحترس فإن مهما بدت لك الارض ثابتة فإنها تتحرك اسرع من الرمال المتحركة و ربما تبتلعك و تبتلع معها احلامك و تحول حلمك للوصول لأرض الامان إلي كابوس و حقيقة مرعبة بموت بطيء مؤلم كأبشع ما يكون، و اكثر ما سيؤلمك هو اكتشافك انك من القي بنفسه إلي هذه التهلكه في فج عميق تهبط فيه سبعين خريف فتموت جوعا و عطشا قبل ان تصطدم بالحمم الملتهبة في قاع الارض و تكتشف اثناء هذا الالم ان بقليل من التفكير ما كنت لتتبع هؤلاء الخونة الذين يملؤون الفج العميق بجثث امثالك ليصلون إلي مصالحهم و لكن هيهات فهم ايضا مغفلين فأول ما يفعله المحتل بعد الوصول لما يريد هو ان يقضي علي الخونة لأنه ببساطة لا يضمن ولاءهم.

اتعجب انني من مجرد صورة تتناقل بين الناس ان اكتب و احلل الموقف بهذه الطريقة البشعة، هل انا مجنون هل انا علي خطأ، ارجوا ذلك فإن كنت علي حق و ما اتوقعه سيحدث .... إنها ستكون اشد إشتعالا من حريق في مصفأه بترول و ستكون كارثة اشد من إنفجار مفاعل تشيرنوبل ... اود ان اكون مخرف... هل جننت؟ هذا هو السؤال الذي ابحث له عن إجابة.