Monday, November 28, 2011

تنتخبوا مين



كعادة هذه الايام تطفوا علي السطح مطالب يقال انها شعبية و لا اعرف كيف فالشعب لم يطالب بها ابدا، و هي مطالب ما انزل الله بها من سلطان، كل يوم طلب اغرب من الاخر و كان الطلب الغريب ان الشعب يريد حق الإنتخاب للمصريين المقيمين في الخارج.

طلباً غريباً لمصريين لم تطأ اقدامهم ارض الوطن منذ سنين عديده و ادهي من ذلك ان أولادهم لم يعيشوا في مصر ابدا و لم يعرفوا مصر كما نعرفها نحن، انا شخصيا اعرف اكثر من عشرة اشخاص لم تلمس اقدامهم ارض مصر منذ ما يقرب عن عشر سنين و اخرين يلبثون في مصر بضع ايام كل ثلاث او اربع سنين في اجازاتهم لزيارة الاهل و بعض الاصدقاء الذين مازالوا علي علاقة بهم.

كيف سينتخب هؤلاء من يمثلهم في البرلمان او حتي في رئاسة الجمهورية، كيف سيعرفون هؤلاء المرشحين في ظل ايام نحن يا من نعيش تحت سماء الكنانة لا نعرف معظمهم و متخبطين في الإختيار، كيف يفهم هؤلاء المغتربين ما يدور علي ارض الواقع بدون زيف إعلامي او مؤثرات خارجية او دعاية كاذبة.

بالطبع و بتأثير مرض الرهاب النفسي الذي اصابني منذ احداث يناير 2011 المشئومة و بالوسواس القهري الذي تعرفوه عني سأرجع المسألة لنظرية المؤامرة المشهورة، و لكن ما شأن نظرية المؤامرة و حق المصريين المقيمين في الخارج بالانتخاب؟

ببساطة بحثت عن عدد المصريين المقيمين في الخارج - فلم يهمني معرفتة قبل ذلك ابدا- وجدت انهم حوالي 8 مليون مصري اي ما يقرب من 10% من تعداد الشعب المصري، و وجدت ان من له حق التصويت كما جاء في اخر إستفتاء هو 40 مليون مواطن اي ما يقرب من نصف تعداد مصر، فبحسبة بسيطة نجد ان من 8 مليون مغترب لابد ان عدد من لهم حق في الانتخاب يقرب من 4 مليون ناخب تقريبا اي ايضا 10% من تعداد الناخبين، 10% من عدد الاصوات في يدك تحشو عقولهم بما تريد و تسوق رأيهم كما تريد، امتلاك القدرة علي التحكم في 10% من الاصوات قوه لا يستهان بها في حرب إنتخابية.

اعتقد انك إذا كنت ممن اعتاد علي قرأة كتاباتي قد فهمت مقصدي، فعلا ما تفكر به حقيقة، حملة إعلامية ضخمة في اماكن تمركز المصريين بالخارج مثل إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، كندا، الولايات المتحدة،  استراليا و هلم جر حمله في وسط المصريين تدعوا إلي المشاركة، المشاركة في تحديد مصير مصر بعد ان تخلصت من الطغاه و الفاسدين، فالأن لا يحق لك ان تكون سلبي فقد حررت مصر من القبضة الحديدية و اصبحت تملك صوتك و قرارك. ثم تبدأ الحملة بوضع السم في العسل وسط هذه المسرحية الهزلية تضع في المقدمة المرشح المطلوب انتخابة و تسرد قصص بطولاته و وطنيتة ما يجعلك تظن انه بطل الابطال و المهدي المنتظر و كيف انه قاوم الفساد و النظام السابق و كيف انه ابي ان يترك مصر في قبضة الطغاه و اشترك في الثورة المجيدة و بذلك تدفع رأي 10% من الناخبين إلي من تريده في الكرسي, في الخارج يمكنك ان تبث السموم في عقول الناخبين بغير رقيب و لا رأي اخر.
و كما يمكنك ترجيح كفه احد المرشحين يمكنك ايضا تشويه اخر و تقول فيه ما قاله مالك في الخمر و ايضا بلا رقيب او رأي اخر يسمعه الناخبين، فبذلك لا يمكنك فقط رفع احد المرشحين في السماء و لكن ايضا يمكنك دهس احد المرشحين و افقاده هذا العدد من الأصوات، و هذا ليس كل شئ و لكن بقية المؤامرة تتم داخل مصر بعمل دعاية للمرشح المطلوب بشكل كثيف فالمأجورين و المغفلين و الخونة سيعملون علي اشدهم ينفذون ما تدربوا عليه ببراعة كبراعتهم في إثارة الرأي العام لمدة سنين و التحضيرو تأجيج احداث  يناير 2011 .

الان لا اتعجب من المحاولات المستميتة لإعطاء حق الانتخاب للمصريين المقيمين في الخارج, و لكن ماذا يمكن لأشراف هذا الوطن ان يفعلوا، الحقيقة انا شخصيا غير متأكد مما يمكن عمله لوقف هذا المخطط الشرير غير المشاركة بما يمليه علي ضميري و دعوه الاخرين للمشاركة، حيث ان من تجاربي السابقة وبعد محاولات عديدة وجدت ان الخونة لا يمكن تغييرهم فهذا ما يقبضون الاموال عليه و هم قد باعوا وطنيتهم منذ امد، و المغفلين لا فائده منهم بعد محاولاتي العديدة معهم فكما قال صديقي العزيز و شريكي في الكفاح "من لم يفهم منذ البداية لن يفهم ابدا فالمغفل ليس مشكلتة في قصور فكرة او قلة معلوماتة و لكن المشكلة تكمن في إعتقادة انه دائما علي حق و انه اعلم خلق الله"  فالحل الوحيد هو ان يتحد الوطنيين علي قلب رجل واحد ليس من الخونة او من المتحولين يتفقون علي هذا المرشح و ان يكون اكثر ما يميزه هو خبرتة السياسية و حنكتة التفاوضية و دهائه الذي يمكنه من قيادة بلد كبير ولها وزن كمصر في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها و في ظل تربص الخونة و الاعداء بها و لا يقودنا بهمجية و لا عنف ولا عاطفة بلا حساب لعواقب افعاله و يفهم ما يجري و يعرف هدفه جيداً و كيفية الخروج من الازمة.

كلي امل ان تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الاعداء و ان يكون مرشح البرلمان و الرئاسة ممن ليسو عملاء لهم و لا لغيرهم بل رجال كل ما يهمهم مصلحة هذا الوطن العظيم.

Wednesday, November 09, 2011

الخدعة الكبري


بمجرد إنفجار احداث 25 يناير 2011 إدعي الإخوان المسلمين انهم مجرد مشاركين و انهم لم يخططو لهذا الحدث و انهم لم يتعاونوا مع الولايات المتحدة ضمن خطة هذا الإنفجار المهول، كما إدعي الليبراليين – الكلب الامين للأعداء- بالتعاون مع سيدهم القوي الولايات المتحدة ان الإخوان ما هي إلا فزاعة يرعب بها النظام الشعب حتي يظل تحت سيطرتة و ان الإخوان ليسوا مؤثرين في مجريات الامور و انهم ليسو بالقوة المشاعة عنهم و بالطبع صدق المغفلين ذلك.
 و ثبتت الايام عكس ذلك. لا ادري كيف يصدق هؤلاء المغفلين ان تنظيم يعمل منذ عشرينات القرن الماضي لا يملك الاعضاء و لا الحنكة السياسية ليؤثر علي مجريات الامور في ظل هذه الفوضي و كيف لا يشترك في إسقاط نظام طالما احبط محاولاته للسيطرة علي البلاد، فبمجرد ان عرضت علي الإخوان المسلمين الخطة اعتقد انهم قرروا الإنضمام للخونة و موالاة الأجانب الذين دائما ما كانوا يطلقون عليهم الكفارلضرب بني بلدهم و ذلك لتحقيق مصالحهم الشخصية.
و قد ظهر ذلك جليا عندما دعا الليبراليين لمظاهرات قرر الإخوان المسلمين عدم المشاركة فيها، فتحولت المظاهرات المقرر إقامتها إلي وقفات لبضع مئات و بأت بالفشل التام و كان ذلك إستعراض لقوة الإخوان و ظهرت ايضا فيما سمي بجمعة قندهار (جمعة تطبيق الشريعة) و ظهرت فيها قوة الاخوان و القوي الإسلامية الاخري من سلفيين و الجماعة الإسلامية جليا.

قد اعلن الإخوان انهم لا يطمحون لنيل اغلبية مقاعد مجلس الشعب و لكن ذلك مجرد جزء من الخدعة و لكن الوجه القبيح للخطة يظهر بعد ذلك، فهي خطة تستعمل لتسويق السلع، مناورة قديمة جدا، و لكن لم تظهرها الإخوان إلا عند اللزوم، يتم نشر اكثر من منتج لنفس الشركة فمهما إختلفت اذواق المستهلكين يكون اكثر السلع التي امامهم من منتجات نفس الشركة فتستولي هذه الشركة علي معظم السوق و هذا بالظبط ما حدث.

قسمت القوي الإسلامية نفسها إلي ثلاثة سلع او ما نسميه في السياسة احزاب، حزب الإخوان (العدالة و الحرية)، حزب السلفيين (النور)، حزب الجماعة الإسلامية (البناء و التنمية) و كما تلاحظ كل اسمائها تدعي انها تهدف لحياه أفضل للمواطنين و لا تمت للإسلام بصلة، و في حالة ان كل حزب من هذه الاحزاب لا يحصل غير علي 20% من مقاعد مجلس الشعب يصبح مجموع ما للإسلاميين من مقاعد في المجلس التشريعي للبلاد 60% اي الاغلبية، فلا يمكن تمرير قانون او قرار إلا بعد موافقتهم، و لإستكمال الخطة الشريرة يدعون إلي إقامة نظام برلماني لحكم البلاد و ذلك حتي يجردوا رئيس الدولة من كل سلطاتة و يصبح منصب شرفي مثل رئيس إسرائيل و يصبح حكم البلاد في يد البرلمان الذي يمتلكون فيه لأغلبية ساحقة، فبذلك يكونوا قد وصلوا لمقاليد الحكم بشكل غير مباشر، بإختصارفكر شيطاني بمساعدات و خطط اجنبية وجريمة خيانة عظمة مكتملة الاركان.

يقول لي البعض ان الغرب و خاصة الولايات المتحدة – و بالمناسبة إن الولايات المتحدة ما هي إلي القناع للمملكة المتحدة و اليد المنفذة لخطط إنجلترا- لن تسكت علي ذلك و لن تجعل الإخوان علي قمة الحكومة ابدا، و لكن انا لي رأي مخالف و هذا الرأي كان هو نفسة منذ حوالي ست سنوات و قد ضحك احد اصدقائي عندما سمع هذا الرأي مني و لكني الان اصبحت اؤمن به اكثر من ذي قبل، فالولايات المتحدة قد جندت الليبراليين للقيام بأحداث يناير حتي يكونوا في المقدمة فيتلقون الصدمة  الاولي  و يجتمع الشعب معهم و خصوصا الشباب الذي لا يعتنق فكر الإسلاميين و لكن ترك الليبراليين في السلطة لن يعطي الولايات المتحدة اي زريعة للتدخل مرة اخري في شوؤن البلاد الداخلية، كما انهم يعرفون جيدا ان هؤلاء الليبراليين ما هم إلا خونة تم تجنيدهم و إعطائهم وعود شخصية فبذلك لا يمكن الوثوق بهم ابدا، و لكن وجود الإسلاميين في السلطة (و هذا كان و مازال رأي الخاص) يجعل لهم الحق دائما للتدخل لمعاونة الاقليات ذات الديانات الاخري و الأراء المخالفة و الشواذ طبعا و بالطبع مقاومة التطرف و الإرهاب ً و لذلك ستعمل الولايات المتحدة جاهدة علي إيصال الإسلاميين للحكم و بذلك يكون دائما تدخلهم مبرر.
و بذلك تكون الولايات المتحدة قد وضعتنا بين فكي الرحي، فقد أخرجت في البداية من المعادلة النظام المتوازن القديم بإطلاق الإتهامات بالفساد و العمالة علية و بدون اي دليل مادي صدقها المغفلين ممن ساروا علي درب الاحداث و بقي امام العامة من الناس ان تختارإما اللبراليين الخونة، او الإسلاميين و ، فيكون ليس لديهم إلا خياران كلاهما سم زعاف.

إن الولايات المتحدة علي شفاه إنهيار إقتصادي رهيب بدأت بوادره في الظهور بالفعل، و لم يكن امامها إلا ايجاد حل لجمع ما يمكنها من موارد و ثروات و ذلك بتصريف منتجاتها و خدماتها و إيجاد فرص عمل جديدة لرعاياها لتوقف هذا الدمار القادم، و كان هذا الحل ببساطة هو الدمار، فالدخول في حروب بدعوا حماية الديمقراطية و الحريات تدمر اثناءها البنية الاساسية للبلاد كما حدث في العراق او افغانستان او ليبيا و من ثم تستولي علي البلاد المدمرة و في نفس الوقت يستقبلها الشعوب علي انها المنقذ مما كانوا فيه من قهر و ظلم و طغيان و ذلك بنشر هذا الفكر بألتهم الإعلامية الضخمة و المدفوع لهم من الخونة.
فبتدمير المناطق التي تملك الثروات الطبيعية كالبترول العراقي و الليبي و اليورانيوم في دارفور و المناطق التي تملك الطرق التجارية كما في مصر قناة السويس و الطريق ليورانيوم دارفور من الصحراء المصرية و سوريا لإعادة فتح خط انابيب البترول القديم كركوك حيفا ليتمكنوا من تصريف بترول العراق في البحر المتوسط لتقصر الطريق بشكل كبير إلي امريكا، فعند تدمير كل هذه المناطق و دخولها بقوات غازية بدعوي نشر الديمقراطية يتم إفقار هذه البلاد ثم المطالبة بتكاليف الحملات العسكرية و إعادة إنشاء البنية الاساسية التي بالطبع تقوم بها شركات اجنبية لا يصبح امام هذه البلاد حل لتسديد هذه التكاليف الضخمة إلا في صورة مواد خام و تسهيلات لعبور بضائعهم الثمينة من بترول و يورانيوم و اكثر من ذلك ربما الموافقة علي دفن نفايات سامة او حتي نووية في اراضيها و تستنذف الولايات المتحدة هذه الثروات و ترد قيمتها في صورة حملات عسكرية و تدريبات عسكرية للجيوش التي تم تفكيكها كما حدث في العراق ثم تسديد فواتير شركات إعادة الإعمار و شركات الامن مثل بلاك وترز التي كانت بالفعل احد الاضلاع الاساسية في هذه الحملات، و لا تستعجب عندما اقول إن الولايات المتحدة لا تستهلك هذه الثروات و لكنهت تخزنها في مستودعات ضخمة لإستعمالها في وقت الحاجة فهي تقوم فقط بنقل هذه الثروات بشكل بشع و واسع إلي اراضيها لتكون جميع هذه الثروات تحت يدها في المستقبل و لتظل هي فوق القمة و تضعف و تفقر الجميع فتظل هي الاقوي دائما.

سيتهمني البعض بالجنون و بالإيمان بنظرية المؤامرة و لكن ما يحدث الان لا يمكن تفسيرة –من وجهة نظري الشخصية- بشكل اخر هو فكر شيطاني يعتمد علي نظريات قديمة و افكار فلاسفة مثل ميكافيللي و خطط طويلة الاجل لا تهدف إلي الربح القريب و لكن إلي الربح طويل الاجل، فهم ليسو مثلنا ننظر تحت اقدامنا فنحاول الربح الان و في اقرب فرصة و لكنهم يسيرون بخطي بطيئة و لكن ثابتة لا يغيرها شئ و بقدرة عالية علي تغيير هذه الخطط دائما تبعا لتغير الاحوال و التكنولوجيا و الزمن.

خدعة كبري تخدعها الولايات المتحدة و اعوانهم من الاوروبيين و يستغلون فيها الخونة من البلاد المراد الإستيلاء عليها و في حالة الوطن العربي يستغلون معهم المتسلقين الإسلاميين الذين لا يبغون إلا الإستيلاء علي الحكم و ذلك لما فيه من مصالحهم الشخصية و ربما ايضا يكونوا عملاء للأعداء و يلبسون غطاء الإسلاميين فلا يشك بهم احد و اكثر من يساعدهم في هذه الحملات هم المغفلين من ابناء الوطن الذين يجتمعون بأعداد كبيرة و يؤمنون تحت تأثير الالة الإعلامية الفتاكة بهذه الافكار البلهاء من نشر الديمقراطية و محاربة الفساد و مقتنعون ببلاهة انهم سيأتون بملائكة من السماء و رسل ليتسلموا مقاليد الحكم فتصبح بلادهم يوتوبيا و يعاقب كل ظالم و فاسد فيها.
هؤلاء المغفلين الذين يضغطون بأعدادهم الضخمة علي الحكومات و يدخلوا في هذا الصراع مما يضع الحكومة تحت ضغط هائل حتي تنهار و يسقط تحت هذا الضغط الهائل الاخلاق و النظام و الامان و الإقتصاد و كل شئ اخر كما حدث في العراق و افغانستان و ليبيا و يحدث في مصر، و لن يعرفوا هؤلاء المغفلين هذه الخدعة إلا بعد فوات الأوان و بعد ان تتمكن القوي الاجنبية من البلاد و يكون تدارك الامر مستحيل.

نحن منزلقون في فوهة بركان و ما ينتظرنا إلا الجحيم ليحرق الأخضر واليابس، ليحرقنا نحن و اولادنا و احفادنا،  إلي متي سننتظرلا اعرف؟ اننتظر حتي نهلك بسبب سلبيتنا امام هؤلاء المغفلين؟
اما أن الاوان لنتحرك، لنخرج عن صمتنا و نصرخ بأعلي ما يمكننا، لنصرخ حتي يصل صراخنا إلي عنان السماء فيهز الاعداء و يعرفون اننا لسنا بضعاف، لنوقف زحفهم قبل ان نكون أندلس جديدة و تذهب منا الارض بلا رجعة و ننسا ثقافتنا و عادتنا و ننغمس في بحر نذوب فيه فلا يبقا لنا لون ولا طعم ولا رائحة.
فالنرفع رايات العصيان علي ما يفعلون بنا لنقول لهم "لا" بصوت عالي فلنقول لهم اننا كشفنا الاعيبهم و نطردهم كما تطرد الفئران من الحقول الخضراء حتي لا تدمرها، و اقتبس قول الشهيد العقيد معمر القذافي "حان وقت العمل، حان وقت الجهاد، حان وقت الزحف، ثورة، ثورة" فالنثور قبل ان تنتهي اضلاع الخدعة و لا يصبح امامنا إلا الخنوع و الذل.
  

Tuesday, November 01, 2011

الأن عرفت


ظهر علي الإنترنت و تناقل بسرعة انتشار النار في الهشيم صورة لجواز السفر المصري و كتب تحتها الاتي:

 "في اول صفحة بــ جواز السفر الأمريكي !!
مكتـوب : (حامل هذه الجواز تحت حماية الولايات المتحده الامريكيه فوق اي ارض وتحت اي سماء )
و في جواز السفر الكندي : ( نحرك اسطولنا من اجلك )
و ما زال يكتب بـ الجواز المصرى: ( عند فقدان الجواز تدفع غرامه ماليه )
عجبى انا مش عجب حد تانى :( "


تعجبت جدا فلا اذكر اني قرأت ذلك في جواز السفر و إلا كان قد لاقا مني سخريه بحكم عادتي ان اسخر من كل شيء. و اول شئ فعلته هو الدخول و إحضار جواز سفري و فتشت فيه كاملا فلم اجد لهذا الكلام اثر، ثم دخلت علي الإنترنت و فتشت علي صور جوازات سفر امريكيه و كنديه فلم اجد اثر لهذا الكلام ايضا.

عرفت الان ما كنت اتسأل عنه منذ احداث يناير 2011 (ما نطلق عليه انتفاضة الخونة و المغفلين و يطلق عليه اخرين ثورة) كيف استطاعوا وضع هذه الشائعات في عقول المصريين كيف حولوا طيبتهم إلي سيل عارم من الكره و الغضب الاعمي.
إن الناس في مصر- مثل جميع انحاء العالم- لا تتحقق من الخبر التي يصل لأذانها حتي انهم ظلوا يتداولوا ذلك بدون ان يكلف احدهم نفسه بلقيام لغرفة نومه و التحقق من جواز سفره.
الان عرفت عنصر شخصية الملقبون بالثوار و كما قال احد اصدقائي المقربين و نحن نتناقش في الموضوع "دي ناس خيافة تفكر لتعيا" فهو يظن انهم إذا فكروا سيصيبهم المرض، فالثوار – و اقصد بهم المغفلين و ليس الخونة – يأخذون ما يحشون به عقولهم بدون بذل عناء التفكير و تحليل الموقف، فعندما قيل عن خالد سعيد انه قتل بسبب اصابات معاوني الشرطة له صدقوا و لكنهم لم يصدقوا انه متعاطي مخدرات و ان ابتلاع المخدرات اثناء الضبط لإخفاء الدليل امر شائع جدا في هذه الاحوال حتي انهم لم يصدقو ثلاث تقارير تشريح انه مات بإسفكسيا الخنق نتيجة إبتلاع لفافة البانجو التي كانت بحوزتة و انه فصل من الخدمة العسكرية بعد سجنه بها لضبطه بحوزته مواد مخدرة.
نفس هذه الفئه هم من صدقوا ان الرئيس مبارك يملك 70 مليار دولار و في وقت التحقيقات كل من قال انه يملك الدليل تنصل من اقواله و إدعا انه سمع من غيره،

هؤلاء هم من اتبع الخونة , هم المغفلين الذين لا يطيقوا وسعا ان يفكرو و لا ان ينظروا إلي موطئ قدمهم للتحقق من ان من قال لهم انك تدوس علي ارض ثابتة صادق، لابد ان تحترس فإن مهما بدت لك الارض ثابتة فإنها تتحرك اسرع من الرمال المتحركة و ربما تبتلعك و تبتلع معها احلامك و تحول حلمك للوصول لأرض الامان إلي كابوس و حقيقة مرعبة بموت بطيء مؤلم كأبشع ما يكون، و اكثر ما سيؤلمك هو اكتشافك انك من القي بنفسه إلي هذه التهلكه في فج عميق تهبط فيه سبعين خريف فتموت جوعا و عطشا قبل ان تصطدم بالحمم الملتهبة في قاع الارض و تكتشف اثناء هذا الالم ان بقليل من التفكير ما كنت لتتبع هؤلاء الخونة الذين يملؤون الفج العميق بجثث امثالك ليصلون إلي مصالحهم و لكن هيهات فهم ايضا مغفلين فأول ما يفعله المحتل بعد الوصول لما يريد هو ان يقضي علي الخونة لأنه ببساطة لا يضمن ولاءهم.

اتعجب انني من مجرد صورة تتناقل بين الناس ان اكتب و احلل الموقف بهذه الطريقة البشعة، هل انا مجنون هل انا علي خطأ، ارجوا ذلك فإن كنت علي حق و ما اتوقعه سيحدث .... إنها ستكون اشد إشتعالا من حريق في مصفأه بترول و ستكون كارثة اشد من إنفجار مفاعل تشيرنوبل ... اود ان اكون مخرف... هل جننت؟ هذا هو السؤال الذي ابحث له عن إجابة.


Wednesday, October 26, 2011

إنقلبت الموازين


فجعت بمشهد قتل العقيد الشهيد معمر القذافي و اولاده الشهداء و فجعت اكثر بلقطات لهم احياء قبل ان يقتلوا علي يد جرذان النيتو بدم بارد و تلي ذلك مني تجهم، لم اعرف كيف اعلق علي ما حدث و ظللت ابوح بما في صدري لكل من حولي و لكني فجعت اكثر برأي اكثر من حولي.

قوبلت بهجوم شديد علي تلقيبي لهم بالشهداء و إطلاقي اسم الجرذان علي الخونة المتعاونين مع الناتو و هو اللفظ الذي اطلقه القذافي رحمة الله عليه عليهم حتي وصل الامر بأحد اصدقائي ان اتصل بي و قال "هدي اللعب شويه يا عم و خلي بالك من نفسك" و جاءني تليفون اخر لا اود ذكره مهدد لي لأتوقف عن الكتابه.

فعجبت هل إنقلبت الموازين هل إختلت المعادلة، هل اصبح من يتعاون مع المحتل و من يهاجم الاقسام و مراكز الشرطة ليقتل الضباط ابطال و شهداء، و اصبح من يدافع عن بلاده حتي الموت هو المجرم؟ هل الإنضمام للناتو اصبح شرف و الإستشهاد اثناء الدفاع عن الارض اصبح عار؟ هل اصبحت الخيانه هي الاساس و الوطنية هي الشذوذ؟

ماذا حدث للناس هل اختلت عقولهم، عندنا في مصر مثل شعبي يقول "انا و اخويا علي إبن عمي و انا و إبن عمي علي الغريب" يعني مثلا إذا حدث شيء بيني و بين جاري المسيحي من الممكن ان يقف إلي جانبي جار اخر مسلم اما إذا دخل شخص و حاول المساس بأخي المسيحي و الله لقطعت رقبته ليس فقط يده. انا و هو نتشاحن شيء اما ان يأتي غريب و يمسه هذا شيء اخرلا ارضي به و لا هو يرضي به.

ان يكون لي حاكم ظالم (هذا بفرض انه ظالم) من الممكن ان اثور عليه و لكن متي مست قدم اجنبي ارض وطني سأضع روحي فداء نفس الحاكم حتي تكون العزة لوطننا.
قالو لي القذافي كان يقتل شعبه و لما سألت من اين لك بهذه المعلومة قال من الإعلام، عجبا و قد كان اول ما فعلوه هو انهم اغلقوا للقذافي جميع قنواته الإعلامية ليخرسو صوته، ثم بثوا سمومهم بألتهم الإعلامية الخسيسة، و ياللعجب صدق الناس الاخبار الاتية من الاعداء و كذبوا اخبار إخوانهم.
في ليبيا كان العلاج مجاني، الطلبة يأخذون راتب علي تعليمهم، التعليم الجامعي مجاني، عند زواج احد الشباب فله الحق في منزل و 60,000 ريال معونة لمصاريف الزواج، السيارات بدون جمارك و بالتقسيط بدون فوائد، منع القذافي اي امريكي من الحصول علي الفيزا لليبيا و اجبر إيطاليا علي الإعتذار رسميا علي ما فعلته إبان إحتلالها لليبيا، هل هناك قائد افضل من ذالك.
و الله لم افهم هذا البطل إلا بعد ما حدث له فلم يكن مجنون كما ظننت و لكنه كان يفعل ما نظنه جنون و لكنه علي حق.

لقد قراءت كتب لميكافيلي (صاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة) و لم اكمل ايها، قلت هذا رجل مجنون و دموي لا يجب ان يقراء له احد، و لكن في هذه الاحداث تذكرت بعض ما قرأت فرجعت و قررت إكمال إحداها، و يا لهول ما رأيت، كأنه زعيمهم يعطيهم تعليماته فمثال بسيط ميكافيلي يوصي عند إحتلال اي دولة ان يقتل كل اسرة الحاكم حتي لا يأتي احدهم بأتباعه و يستطيعوا العودة للحكم، و هو نفس ما حدث في العراق قتل اولاد صدام و قتل صدام بعدهم بعد محاكمة صورية بلهاء، و هو ما حدث في ليبيا قتل القذافي و اولاده و هو نفسه ما يحاولون عمله في مصر اتهم مبارك و اولادة بالقتل حتي يستطيعو ان يصدروا عليهم حكم بالإعدام، و في اليمن حاولوا قتل علي عبد الله صالح، اما زين العابدين بن علي فلا اولاد له و هو مريض بالسرطان فلن يحتاجوا ان يقتلوه.

الهدف هو إضعاف قوتنا فبإضعاف قوة الاخرين تبقي هيمنتك عليهم و لكن كيف يضعفك بدون إراقة نقطة دم من دماء اولاده طبعاً هذه مهمة سهله، فما اسهل من بث الضغينة بين الشعب و الحكام و نشر الإشاعات و الفوضي للإطاحة بالحكام  و بدون حكام ستكون مسألة سهلة دب الفرقة بين ابناء الوطن الواحد و تقسيمهم و بالطبع "فرق تسد" فسيادتهم تأتي تفريقنا مسلم و مسيحي، كاثوليك و ارثودكس، سني و شيعي، و ما اكثر الإختلافات التي يمكن ان يوجدوها للتقسيم داخل كل فئة.

انهم يجهزون علينا ببث الضغينه في قلوبنا و إشاعة الغل و الحقد بيننا و الفرقة بين ابناء الوطن الواحد حتي ننسي ما يوحدنا و هو الوطن و حتي ننسا اننا كلنا مصريين، و ان لي إخوة عرب مسيحيين و مسلمين و كلنا تربطنا اخوة لا تتمزق اوصالها ابدا مهما إختلفنا و تشاحنا.
اعترف اني كنت من الاغبياء الذين يقولون اننا مصريين و لسنا عرب و لكن بعد ما حدث إكتشفت ان عروبتنا التي دامت 1400 سنة من بعد الغزو الإسلامي لمصر توطدت جذورها و تشعبت و لا اود الان ان تنقطع، فشكرا للمحتلين شكرا للأعداء شكرا للخونة فقد علمتوني الإنتماء لعروبتي و فتحتم افاقي فعرفت من هو العدو و من هو الصديق، لقد انكشف كل شيء لي الان، فعلا إن شربت السم اما ان يقتلك او يكون لديك مناعة فلا يؤذيك سم الاخرين، اذهبو بثو سمومكم بعيد فلم تعد تؤثر في و ليتحد الشرفاء ولا نتفرق ابدا و لنواجه عدونا الداخلي و الخارجي بضراوة لن نترك لهم اوطاننا حتي إن متنا فإن الميتة بشرف افضل من الحياه في وسط الخونة و المحتلين و إعطائهم الفرصة ليتحكموا في مصائرنا طبقا لمصالحهم الشخصية.



Monday, August 22, 2011

مافيش فايدة

جلست اتكلم مع ثلاثة من الرجال المحترمين احدهم -65 عام- وكيل وزارة سابق في جهة سيادية درس القانون و كان رئيس للشئون القانونية و الاخر-60 عام- كان يشغل منصب رفيع في التربية و التعليم و هو علي المعاش اما الثالث فهو دكتور في جامعة مرموقة حاصل علي الدكتوراه في الهندسة الوراثية من جامعة في الولايات المتحدة بمنحة ايام الرئيس مبارك.
تحول الحديث كالعادة إلي موضوع الثورة و الاحداث الجارية في البلاد هذه الايام، و لاحظت ان مستوي الحوار غريب جدا، بالرغم اني اعرف الرجال منذ سنوات طويلة و اعرف إتجاهاتهم السياسية و لكني فوجئت باشخاص لا اعرفهم.
الثلاثة كانوا من عشاق السادات و كانوا يتكلمون علي جمال عبد الناصر و عصره بقرف شديد. اذكر منذ حوالي 10 سنوات كنت اجلس مع احدهم و كان يسرد لي وقائع ايام الرئيس جمال عبد الناصر و كيف دخلنا حروب دمرت الإقتصاد و كيف دُمر الاقتصاد القومي عندما أمم الشركات و كان السبب في هروب الإستثمار الأجنبي و كيف ايامها كنت تخاف ان تتكلم مع اقرب الناس لك و كيف كان البوليس السياسي يأخذ المتهمين في وسط الليل بلا سبب و لا تراهم مرة اخري، حتي ان صديقا له قبض عليه و لم يعرفوا له طريق جرة و ماتت امه كمداً عليه. كان يسرد في الحديث حتي انه قال كنا ندخل عند البقالة فلا نجد إلا ما قل من المواد الغذائية و كيف كان قمة السعادة عند عودة شخص من الخارج معه بعض الجبن الشيدر و كيف كان السفر بتصريح من السلطات و قد اخرج ظرف مره و قال لي انظر كيف كانت تفتح خطاباتنا، و فعلا الظرف كان مغلق في طرفه شريط مكتوب عليه بطباعة سوداء "فتح بمعرفة المختص" و كان خطاب مرسل له من استاذ له كان في بعثة علمية علي ما اذكر في الاتحاد السوفيتي.
اما اليوم فوجئت انهم يتكلمون عن الفساد الذي حدث في عصر مبارك و كيف كان يسجن من يتكلم عن مبارك، مع ان جرائد المعارضة لم تكن تسكت عن نقد الحكومة و مبارك و في ذات مره إبراهيم عيسي الصحفي المعروف اشاع ان الرئيس قد توفي و دخل السجن لنشرة اخبار كاذبة تقلب الرأي العام و اُفرج عنه بقرار رئاسي من الرئيس مبارك حينئذ.
فوجئت ان رجل القانون القدير الذي اتكلم معه قد نسي ما الفرق بين جريمة إهدار المال العام و جريمة السرقة، و كيف يتكلم عن سرعة المحاكمة و نسي نظام التقاضي و مواعيد الطعن و قانون المرافعات، ببساطه احسست اني اجلس شخص لم يدرس القانون في حياته.
الدكتور القدير نسا ان الحكومة هي من دفعت له ثمن الدكتوراه و الحياه في امريكا لمدة 5 سنوات كنت قد زرتة هناك مرة ووجتة يسكن في شقة جميلة مع ابنتة و زوجتة علي حساب الدولة طبعاً.
عجبت كيف غيرت الثورة المبادئ و كيف ان ناس شاهدوا بأعينهم ما احدثتة ثورة 1952 نسوا ما تعلموه و اعجبو بثورة الماريونات 2011، هؤلاء الناس لم يتعلمو من تاريخ قرأوه و لكن من تاريخ شاهدوه بأم اعينهم و انساقوا خلف الحرب الإعلامية المضلِلة، و عرفت شئ واحد بعد انتهاء الجلسة، عرفت ان مافيش فايدة.


Monday, August 15, 2011

الكيل بمكيالين

شاهدت احداث لندن و ما استرعي انتباهي هو  قمة الكيل بمكيالين و الفرق في تعامل ماكينة الإعلام الفتاكة مع كل حدث.
في الحالتين كان ايقونة الاحداث مجرم مات في عراك مع افراد من الشرطة و لكن في مصر أَطلق علية السلاح الإعلامي الشهيد اما في احداث لندن اُطلق علية المتهم، عندما قامت احداث الشغب لم تاخذ لاشعالها اكثر من ثلاث ايام في لندن بعد حاثة إطلاق النار اما في مصر فقد تم تعبئة الناس و حشد الغل في شهور عدة و تخطيط عظيم فلم يكن مشعل الثورة ولكنة كان فقط هزة من الاف الهزات المحرضة مثل الدعوة إلي إضراب عام في يوم 6 أبريل.
 مارك دوجان –المتهم الإنجليزي- مات متأثرا بطلق ناري في الصدر، بمعني اخر قتل مع سبق الإصرار، اما خالد سعيد فمات (علي حسب تقريران من لجنتين مختلفتين احداهما كانت بعد احداث يناير) بأسفكسيا الخنق اثر إبتلاع لفافه تبين ان بها مخدر البانجو بمعني انه لم يمت مقتولا مثل مجرم لندن ولكنه كان يحاول إخفاء حالة من التلبس بحيازة مواد مخدرة خصوصا انه كان مدان في قضية مخدرات من قبل وكان مسجون عسكري ايام تجنيدة لحيازة مواد مخدرة.
اطلق علي المخربين الانجليز كلمة "مثيري شغب" اما في مصر فقد اطلق عليهم "ثوار سلميين" و ذلك ما اعطي الحكومة الإنجليزية الحق في ردعهم بشكل عنيف اما في مصر فقد اعترضت منظمات حقوق الانسان علي تفريق المتظاهرين بمدافع الماء و قنابل الدخان.
في لندن من 6 إلي 13 اغسطس 2011 تم القاء القبض علي 2275 و تم إدانة 1000 منهم –إدانة سريعة جدا- و قتل 5 اشخاص فقط و في سوريا و مع تدخل القوة الضاربة العسكرية في الاحداث لم يُقتل إلا 70 من بداية المظاهرات في شهر مارس حتي اليوم 15 أغسطس 2011، اما في مصر لو فرضنا ان عمليات العنف قد بدأت في مصر من يوم 25 يناير - و ذلك لم يحدث اصلا- حتي يوم 28 يناير يوم انسحاب الشرطة قتل 900 شخص بواقع 300 شخص في اليوم و ذلك مع اننا لم نشاهد اي تصوير لأطلاق نار مكثف او ضربات طيران و كل اللقطات المصورة كانت لمتظاهرين يهاجمون السجون و الاقسام و يحرقونها و يقتلون الشرطة و طبعا معركة الجمل الشهيره الذي هجم الفلول فيها علي المتظاهرين بجيش قوامه عدد 2 جمال و ثلاثة خيول و اوسع المتظاهرين قائدي الحيوانات البريئة ضرب، من إذاً الذي قتل هذا العدد الذي لم يحدث و أن مات في حرب في ثلاثة ايام – إلا طبعا ايام حروب المغول- و هل قتل هذا العدد فعلا ام كل من مات في فراش مرضة في هذه الايام اعتبر من شهداء الثورة لتوجيج نار الفتنه بحرفية بدليل الشهيدة المشهورة التي اتضح فيما بعد انها القت بنفسها من شرفة المنزل في سوهاج (و قد سمعت هذا بنفسي من امها في احد اللقاءات التلفزيونية).  
 توعد ديفيد كامرون بالضرب بيد من حديد علي مثيري الشغب الانجليز و لم ينطق كلب من كلاب حقوق الإنسان، اما في مصر المطالبة بالهدوء و رش المتظاهرين بالماء يعتبر عمل إجرامي.
من الواضح ان الالة الإعلامية هي من تقود هذه الاحداث و تسمم افكار من ليس لهم رأي خاص و المتحكمين فيها ينتظرون جني الارباح، و من الواضح ايضا ان التلاميذ المصريين تلاميذ نجباء نفذو المخطط الذي تعلموه في فريدام هاوس بحزافيره.
اكاد اجزم ان هناك خيانة داخلية ايضا و لكن من؟ الله اعلم الايام ستكشف المستور.

Sunday, August 14, 2011

حوار مع صديقي الاسفنجي

في يوم قابلت احد اصدقائي الاسفنجيين و هو مصطلح اطلقه علي من يبني رأيه علي افكار الأخرين بدون البحث و التفكير فهو يمتص افكار الاخرين بدون تغيير و يقتنع بها و دار بيننا هذا الحديث.

الاسفنجي: صباح الخير يا ايمن بيه.

انا : اهو صباح و السلام و ربنا يستر دي ايام سوده و مابيجيش من وراكم خير ابدا.

الاسفنجي: انت لسه بتفكر برجعية كده خلي عندك نظرة بعيدة المدي شوية بص لقدام متبصش تحت رجليك.

انا : لقدام قد ايه يعني؟

الاسفنجي: لما ييجى رئيس و نحكم علي الفاسدين و نرجع الفلوس المنهوبة و لله هتبقي نغنغه.

انا : رئيس ايه و فلوس ايه يا ايها الاسفنجي .. انت عارف معني الانت بتقوله؟

الاسفنجي: طبعا عارف.

انا : فعلا شكلك عارف ..... انت ايه اللى مخليك فخور بالثورة يا ايها الاسفنجي.

الاسفنجي: الثورة دى ثورة شعب ثورة من غير قائد و نجحت و طردت الطغيان و الفساد، و بعد كدة نظفت الشوارع و لونتها.

انا : ياسلام مفيش لها قائد ؟؟

الاسفنجي: ايوه مفيش لها قائد ... مين قائد الثورة فى مصر.

انا : طيب مين قائد الثورة فى ليبيا ومين قائدها فى تونس ومين قائدها فى سوريا ومين قائدها فى اليمن.

الاسفنجي: سكت لحظة  الاسفنجي –و انجعص في جلستة- و قالي انت مش فاهم حاجة دي ثورات شعوب الشعوب شجعت بعض.

انا : تعرف يا ايها الاسفنجي ان الثورات دى كلها لها قائد واحد بس.

الاسفنجي: يعنى ايه؟

انا : يعنى الثورات فى الوطن العربى كلها ثورات مختلقه ثورات مخططة و مدروسة.

الاسفنجي: يعنى ايه؟

انا : يعنى انت من العرائس الماريونت

الاسفنجي: تقصد ايه؟ مش فاهم

انا : روح اسال اللى استغلوا جهلك وزرعوا الحقد في قلبك واشاعوا ان الريس عنده 70 مليار و ساعة الجد كل واحد فيهم قال اصلي سمعت من فلان و فلان سمع من علان.
روح اسال اللى استغلوا الجهل واشاعوا ان البلد كلها عندها سرطان و علشان كدة بنو مستشفي سرطان الاطفال رغم ان مصر مش فى الاعلى 50 دولة نسبة سرطان فى العالم بشهادة منظمة الصحة العالمية بس انت و الحمير الزيك مش هاين عليهم يشغلوا مخهم شوية و يدوروا ورا اي خبر شويتين، خلو فى قلبك حقد وغل طلعت زى الاهبل من غير ماتفكر و تقول ثورة وتهتف

الاسفنجي: ياعم أيمن فهمنى انا مش فاهم حاجه يعنى ايه ثورة ماريونات

انا : يعنى لما امريكا تدرب الثوار في صربيا باعتراف الثوار نفسهم و هي اصلا عملت فيها ثورة و بردو كنسو الشوارع و لونوها علي فكره وكل ما تقابل واحد فيهم  يقول انا ناشط سياسى و احنا الشعب الوحيد الكنس الشوارع بعد الثورة وكأن ناشط سياسي دي بقت وظيفة بيقبض منها مرتب طيب انت بتقبض ايه يا ايها الاسفنجي

الاسفنجي: والله مابقبض حاجه ولا باخد راتب

انا : عرفت بقا انك ايها الاسفنجي مش أسفنجي بس دا انت حمار كمان ده انت حتي ما قبضتش و انك ماريونات .... منظمات الغير حكومية الخرجت منها افكار الثورة و بتوع 6 ابريل كلهم نشطاء سياسيين وبياخدوا رواتب و سافرو علي حساب ادبر و فريدام هاوس يا ايها الاسفنجي و انت شغال عندهم ببلاش

الاسفنجي: انت بتتكلم إزاي؟ ومين قالك انهم اخدوا تدريب و فلوس؟ و حتي لو اخدوا فلوس و تدريب ايه يعني لما بيعملوا لصالح الشعب؟ دول منظمات هدفها نشر الديموقراطية في العالم

انا : اولا النشطاء نفسهم اعترفوا بالتمويل في القنوات التلفزيونية و لو اخذوا فلوس تفتكر البيدفع ده بيدفع ليه؟ هدفها نشر الديموقراطية في العالم، تصدق فكرتني بمسلسل رأفت الهجان لما كان بيجند عملاء و بيقولهم دي منظمة تهدف للسلام العالمي، انت مش اسفنجي مش بتتعلم من التاريخ بس لا دا انت مش بتتعلم من التمثليات حتي.

الاسفنجي: ايه الكلام الفارغ ده.

انا :يا ابني انا اعرف شخصيا ناس من المعاكم.

الاسفنجي: يعنى امريكا اللى بتدرب الناس دى هى راس الثورة

انا : لا

الاسفنجي: امال مين انت جننتنى

انا : دي ماكينة كبيره بتعمل بدقة و حرفية و تروس بدور و مستعدة تفرم اي حد يقف قدامها يعني واحد بيدفع و واحد بيدرب و واحد بيقبض و يولع و واحد ياخد وعود و يساعد و واحد ليه مصلحه يدخل في الهيصة و امريكا، اسرائيل، ايران، اخوان، حماس، منظمات اهلية، نشطاء، رجال اعمال، حركات كده يعني.

الاسفنجي: فهمنى واحده واحده ايه الناس دي كلها يا عم  دي سويقه يا عم مش ثورة.

انا :امريكا صرفت علي التدريب لحركة 6 ابريل و ناشطين و مصورين و رسامين و بتوع حقوق الانسان  فى الفريدوم هاوس وفى صربيا تحت اشرافها و هي بتدفع كل المصاريف.
اسرائيل خططت وبدأت فى بث سموم الفتنة والضغينه فى عقول الشباب عن طريق الالة العلامية اليهودية الحظيرة القطرية
ايران نفذت بمساعدة حماس وحزب الله والاخوان وحركة 6 ابريل باثارة الفوضى الخلاقة وفتح السجون وقتل المتظاهرين ...يعني تفتكر الشرطة لو عاوزه تقتل الثوار ... تقوم تحط قناصة يموتوا اتنين تلاتة ملهومش لازمة ... و لا الاحسن تضرب نار من آلي تجري الناس دي قدامها و تموت 100 الف و تخلي المابيخفش يخاف زي ليبيا و سوريا طيب بزمتك ليبيا و سوريا و سامعين عن اسلحة ثقيلة و ضرب بالدبابات و بلاوي سودة و يموت عندهم في اليوم 4 او 5 و احنا من يوم 25 يناير لحد يوم 28 لما الشرطة انسحبت مات 900 بني ادم و الشرطة جريت كمان، و الي مات من الشرطة كام واحد، انا شخصيا من رأي ان المتظاهرين لازم يتحاكموا بتهمة قتل رجال الشرطة العزل.

الاسفنجي: طيب لما الحكاية كده والجيش نزل كان المفروض يضرب المتظاهرين ونخلص.

انا : برده ايها الاسفنجي مافيش فايده ... فكر شوية لو سمحت ...الجيش لو ضرب فى المتظاهرين بتوع حقوق الانسان هيقولوا تعالى ياناتو خلصنا و يهجم على مصر واللى فيها زى ماحاصل دلوقتى فى ليبيا، الناتو بيضرب فى الجيش الليبى وفى الشعب الليبى برده و كانت هتكون فوضي عارمة الهمه طبعا بيقولوا عليها خلاقة، انما فكرة اللجان الشعبية خلت الناس هي التحمي البلد فمحدش يقدر يتكلم و قلبت الموازين فمحدش قدر يتدخل، هيتدخل يقول ايه الشعب بيحمي نفسه ليه و بعدين انحياز اغلب الشعب للجيش خلا الموضوع ده مستحيل فالقطع العسكرية الامريكية المرابطه خارج المياه الاقليمية المصرية ايام الثورة لقت ان الموضوع باظ فانسحبت.

الاسفنجي: برده يعنى ايه ثورة ماريونات طيب والبرادعى وايمن نور والاسوانى والناس دى.

انا : برده ماريونات زيهم زيك ياايها الاسفنجي بس انت ايها الاسفنجي حمار انما هما بيقبضو و موعودين بمناصب فهما ماريونات انما مش حمير.

الاسفنجي: يعنى مش انا لوحدى اللى ماريونات و حمار.

انا : لا طبعا الحمير الاسفنجيين كتير ... كل واحد مشي ورا الكلام ده من غير ما يفكر بس امتص افكار مسممة سممت فكره
و فيه احمر منك كمان.

الاسفنجي: استاذ أيمن

انا : نعم

الاسفنجي: عاوز اسالك سؤال وبس خليك هادئ

انا : اتفضل اسأل و لو اني مرارتي اتفقعت.

الاسفنجي: يعنى ايه ثورة ماريونات

انا : يا نهار اسود!!!!... يا صديقي يا عزيزي ... يا عملي الاسود... يعنى ثورة قائدها مستتر و بيحرك الاحداث من خلف الكواليس و لما تنجح يضعون لها راس من المتسلقين طبعا ده باتفاق مسبق و معروف مين الهيمسكها و يقف على اكتاف الثوار الماريونات امثالك ... روح اقراء عن ثورة اوكرانيا و صربيا علشان تفهم روح شوف الاتحاد السوفييتي انهار و اتفكك إزاي، دي ناس بتدمر الكيان المحلي قبل ما تضرب عسكريا و بعض الاحيان مش بيحتاجوا ضرب عسكري اصلا ماهي خربت لوحدها و بيدخلو بعد كده ياخدو مصلحتهم سبب التخطيط من الاول و انت عنك بقا قناه السويس و موقع و طريق من البحر المتوسط لدارفور و مصالح يغرفوا منها و مش هايشبعوا.

الاسفنجي: مش فاهم و مش مقتنع تقصد تقول ان مكانش فيه فساد.

انا : قوم امشى من هنا يلا، انت اسفنجي حمار و شكلك متخلف عقليا كمان.

الاسفنجي: ماهو الكلام ده معناه ان الثورة قامت بتخطيط اجنبي و ماكانش فيه فساد.

انا: يخرب بيتك!!!!... يابني يعني هنجيب ملائكة  من الجنة يحكمونا؟

الاسفنجي: (سكوت)

انا: مترد ردت المياه في زورك.

الاسفنجي: لأ طبعا.

انا: يعني الهيحكمنا واحد مننا صح.

الاسفنجي: صح.

انا: و ممكن يكون حرامي برضة، ولا ايه؟

الاسفنجي: طبعا ممكن.

انا: جمييييل طيب مش احسن نسيب فساد مدور البلد ---و ده لو فرضنا انهم فاسدين اصلا لأن لحد دلوقت مفيش اي دليل مادي---، فساد خلا مصر من اكثر الدول الجاذبة للإستثمار في العالم، خفض ديونا الخارجية حتي وصلت إلي 30 مليار دولار يعني نصيب الفرد منها في مصر 375 دولار يعني 2250  جنيه مصري يعني ولا حاجة, جعلنا من البلاد الغير مصنفة في انتشار مرض السرطان، فساد قضي تماما علي شلل الاطفال في مصر، قضي علي البلهارسيا، احدث ثورة في عالم الاتصالات و المواصلات و الطرق و الكباري، ولله يا ريتنا كنا فضلنا في فساد و لا نجيب واحد يا طلع فاسد يا طلع عميل يا طلع حمار زيك و فاكر نفسه وطني.

الاسفنجي: ازاي يعني و الفلوس العند الحكام و اولادة و الوزراء و رجال الاعمال مش ده فساد و المبيدات المسرطنة و مش ده فساد.


انا : لا ليك حق ...أنت صح ... تصبح على خير ... امشي يابني امشي ... مافيش فايده.... و الله ما في فايده ....جتكم البلاوي مليتو البلد.



Thursday, August 11, 2011

كلاكيت ثالث مرة

في 28 يناير 2011 رأيت القاهرة تحترق لثالث مره في حياتي حتي الان. كثير جداً ان تري وطنك يحترق ثلاث مرات خلال 40 عام.
اول مره كانت في احداث 18 و 19 يناير 1977 كانت مدرستي ملاصقة للجامعة الامريكية بالقاهرة بالقرب من ميدان التحرير و قد رأيت الناس بالالاف تحطم السيارات و يشعلون بها النار و رأيتهم يقلبون الترولي باص (وسيلة تنقل اختفت عبارة عن اتوبيس يعمل بالكهرباء بنفس طريقة الترام).
لم افهم ايامها لم يفعل الناس ذلك و اذكر انني قد سألت ابي رحمه الله "لم يحطم الناس الترولي و الترام؟ كيف يحطمون ما يركبون و كيف سيركبونه بعد ذلك" اذكر جيدا نظرة ابي لي و ربت علي رأسي و لم يرد. لم افهم معني النظرة التي رمقني بها و لم افهم كيف سولت لهم نفسهم ان يفعلوا ذلك.
عرفت فيما بعد (بزمن طويل بعد استشهاد السادات) ان سبب ذلك هو الغاء الدعم و تسألت لم يفعل السادات مثل هذه الخطوة و لم افهم لم يفعل السادات ذلك و لكني كنت احب السادات و احترمه جداً فتوقعت انه هناك ما لا افهمه.
بعد ذلك درست الاقتصاد في الجامعة و فهمت، فهمت ان شعب مصر يدمر وطنه لمجرد ظنه انه يفهم، بدون اي اساس من العلم و فهمت ان السادات كان يقصد الاسراع في النمو الاقتصادي بطريقة صادمة عنيفة و كانت هذه هي غلطته.
و بعد سنين من الحادثة الاولي و في25 فبراير سنة 1986 اشتعلت البلاد بيد جنود الامن المركزي بعد سريان إشاعة بزيادة مدة تجنيدهم. كنت ايامها في المدرسة و لم يحضر يومها كل زملائي الذين يسكنون في الهرم، و في سرعة انزلونا من الفصول و اوقفنا في حوش المدرسة و قاموا بالاتصال بأولياء و اذكر ما قاله احد الرهبان عندما شاهدعلامات القلق علي وجهي قال لي "من تربي في كنف الفرير لا يخاف فنحن نعلم ان من يحمينا هو الله و ما يطمئنا هو تماسكنا وصلابة إيماننا و إذا كان الخوف من نفس الانسان فالتماسك هو شيم الشجعان" و ركبت يومها مع احد زملائي الذي كان والده صديق لوالدي من ايام الدراسة و كان يسكن بجوارنا، و رأيت بعض ما حدث من خراب و لم افهم لم يفعل افراد الشعب ذلك فيوجهون تدميرهم لاخوانهم و لبلادهم  بدلا من طلبهم لتعديل اوضاعهم بطريقة لائقة او توجيه ضرباتهم لمن ظلمهم، ثم ادركت انهم من السذاجة انهم قد فعلوا ما فعلوه لمجرد سريان اشاعة و لم يصلهم اي دليل علي صحتها فلا وجود لمن ظلمهم و لكنه الانتقام الاعمي الجاهل و الانصات لأشاعة بدون ادني تفكير و لم انسي ما قاله لي فرير فرام ابداً و فهمت ان الخوف طبيعة انسانية و الشجاعة هي الثبات عند الخوف و مع اني اعترف اني احيانا ما افقد تماسكي و لكني ادرك ان هذه النصيحة من رجل اشترك في الحرب العالمية و ادرك معني الموت و الخوف نصيحة لابد ان تحافظ عليها و تعمل بها فهي الحد الفاصل بين الشجاعة و التهور.
بعد هذه الاحداث ادركت اننا شعب يتبع الإشاعات بلا تفكير و يظن انه يدرك الحقائق بلا اي دليل مادي و يرفض الدليل احيانا لمجرد الثبات علي رأيه و عدم الاعتراف بخطأه و لكن لا شيء جعلني استعد لما سيأتي لاحقا.
في 25 يناير 2011 قامت مظاهرات حاشدة مطالبة بالعيش و الحرية و العدالة الاجماعية و انتهت بسلام و لكن فجأه قامت يوم 28 يناير اعمال شغب كبيرة، هوجمت أقسام الشرطة و السجون في وقت واحد و تم إحراقها و إطلاق النار بكثافة عليها و تهريب جميع السجناء تم التعدي علي افراد الشرطة و انسحبت الشرطة في نفس اليوم و طالبت الحكومة من الشعب حماية منازلهم و حفظ الامن لحين انتشار قوات الجيش -في رأي هذا ما قلب موازين الاحداث- و فوت علي الاعداء فرصة التدخل الاجنبي.
تحول المتظاهرين فجأه بدون سابق انذار من مطالب بالعيش و الحرية و العدالة الاجماعية إلي "الشعب يريد اسقاط النظام" و هذا دليل علي جهل تام، فالنظام معناه النظام السياسي اي من ملكي إلي جمهوري او العكس و لكن هؤلاء المتظاهرين لم يدركو ما يطلبون إنهم كانو يطلبون إسقاط الدولة و كانوا يظنون ان المطلب هو إقالة الحكومة و عزل الرئيس.
و ظل سقف المطالب يزيد ولم يدرك المتظاهرين ان هناك من يلقنهم المطالب و يحرص علي الحفاظ علي الفوضي برفع سقف المطالب دائما و بث الإشاعات تارة اخري و للأسف اقتنع بهذا التلقين المتعلمين و مدعي الثقافة و لم يدركوا من يكون جورج سوروس و لا جيراد كوهين و لا من هم مجموعة الازمات و لا ادبر ولا كانفس ولا فريدم هاوس ولا علاقة حركة 6 ابريل بذلك رغم ان اعضاء 6 ابريل انفسهم ظهروا في الاعلام يعترفون بعلاقتهم بهؤلاء و ان تمويل التدريب علي قلب نظام الحكم جاء من الخارج.
الم يسأل الشرفاء انفسهم من هؤلاء ؟ و من الممول لهذه التدريبات؟ و من درب الرسامين علي الرسم علي الحوائط بهذه الحرفية؟ و من خطط لمهاجمة الاقسام و السجون في نفس الوقت وبهذه الشراسة المدربة؟ و من درب المدونيين من سنين لبث الكراهية و الرغبة في الانتقام في نفوس الشعب المصري المعروف عنه الطيبة و حب العفو ؟
الم يسأل الشرفاء انفسهم لماذا يمول هذا الكيان افراد للتحريض بثورة يدعون انها لنشر الديموقراطية؟ و ما هو وجه استفادتة من صرف هذه الملايين من الدولارات؟ -اكيد مش علشان سواد عيونا ولا حبا في الخير-
الم يسأل احد نفسة لماذا قتل حوالي 900 شخص من العامة و لم يقتل فرد واحد من اعضاء 6 ابريل مع انهم من الطبيعي ان يكونوا في مقدمة الصفوف؟ ام ان 6 ابريل قد حركوا المظاهرات عن بعد و لم يكونوا في المواجهات.
لماذا لم يهرب الرئيس؟ مع ان كل من قابلتهم من المتعصبين للاحداث يقسمون انه لص و يملك اموال لا تحصي و انه هربها جميعها للخارج. هل من الطبيعي إذا كنت رئيس دولة ان تهرب اموالك التي نهبتها من قوت الشعب ثم تمكث لتنتظر مصيرك من محاكمات و إهانات؟
هل من المنطقي ان تعطي امر بقتل المتظاهرين ثم تنسحب الشرطة و يسقط من شهداء الشرطة المئات و تهاجم الاقسام هل من الطبيعي اطلاق النار من قناصة مع أنك عندك امر بأطلاق النار و اطلاق النار مباشرة علي المتظاهرين من البنادق الالية سيرهبهم اكثر من اطلاق النارمن بعد لإصابة شخص واحد فقط و حتي بدون سماع صوت الطلقة التي هي اساس الاحساس بالخوف.
الم يفكر من يعتنقون فكر الثورة؟ الم يدركوا انه يتم شحنهم للوصول لاغراض يستفيد منها الاخرين.
لقنوهم انها ثورة مصر المجيد و لم يدركو انهم قامو بنسخ ما تعلموه في صربيا (البلد صاحبة المذابح المشهورة) و ما حدث هو نسخة لما حدث في الثورات الملونة حتي تنظيف الشوارع، و لم يبحثوا كيف هو حال هذه البلاد بعد ثوراتهم التي اصبحت منهارة إقتصاديا و اخلاقيا.
للأسف استخدم اعداءنا خصائص في شعب مصر مؤذية في حد ذاتها و قد و طوروها و جعلوها قنبلة تفجر في مصر لتدميرها و للأسف يرفض الشباب التفكير و يرددون ما يسمعون كالبغبغاوات اقسم اني سمعت من طفلة تبلغ 14 سنة كلمة "كفاية إننا عايشيين 30 سنة في ظلم و قهر" هي اصلا عرفت الرئيس مبارك امتي السنة الفاتت و لا القبلها، و القهر بالنسبة لها ايه ماجابتش مصاصة ولا هدوم العيد جت ضيقة عليها، و ظلم ايه و قهر ايه و هي مشتركة في نادي الصيد المصري و معاها بلاك بيري و في مدرسة خاصة لغات مشهورة و تسكن في المعادي علي النيل؟
قالوا هم يضحك وهم يبكي لكن ده هم يقطع القلب، حسبنا الله و نعم الوكيل هو المنتقم الجبار.