Wednesday, January 08, 2014

ثوره الهرمونات


لا اتعجب عندما اجد شاب عمره لا يتعدي 25 سنه يسير خلف نكسه يناير 2011 و يتكلم عن 30 سنه فساد، فهو ينقصه الخبره و المعرفه و يؤثر فيه هرمونات شبابه و تغلب عليه احاسيس القوه و احساس انه لا يقهر و ذلك ما استغله مشعلي الاحداث و خدعوه و اعتمدوا علي جهله و طمعه في حياه بلا متاعب.
عندما انظر الي يدي المليئه بالتجاعيد و وجهي المحفور به اخاديد حفرها الزمن و حفر في عقلي معها دروس و خبره اعجز عن حصرها اتذكر جيدا عندما كنت في مثل سنهم و كيف كنا نتصور اننا إذا حكمنا العالم سنحوله الي مكان افضل.
و لكن بعد كل ما مررت به اجزم انها لم تكن الا تأثير هرمون الشباب و اضغاث احلام لا يقدر احد علي تحقيقها بهذه الطريقه الساذجه فشيبه الرأس التي طالتني جعلت عقلي يتفتح علي حقائق لم اكن ادركها و انا في مثل سنهم.
الحياه شبكه كبيره من العلاقات و الحقيقه لا تدركها بسهوله و النظر لجزء او حتي اجزاء كثيره من المشهد لا تجعلك تدرك كل شيئ، النظره الشموليه لكل ما يحدث و قيامك بتحليل المواقف و توقع النتائج يجعلك اكثر المام بما يجب ان يكون عليه رد فعلك و خططك المستقبليه، و كلما زادت حجم معلوماتك كلما ادركت اشياء جديده و تغيرت ردود افعالك و تبدلت خططك بناء علي معطيات و توقعات جديده للنتائج المتوقعه لردود افعالك و افعال الاخرين.
و لكن بدون تحليل المعلومات تصبح مجرد متلقي لا ترقي لمستوي متخذ القرار و لا حتي مستوي صاحب الرأي، و تصبح مجرد تابع لمن يحشو عقلك بما يريد بمجرد معرفه توجهاتك العقليه، فمثلا اذا ادرك انك في داخلك متدين تخشي الله حتي و ان ظاهرك مغاير فيكفيه ان يغذي الشعور بالله عندك و ما يريدك ان تصدقه و تفعله يجعل له مرجعيه دينيه.
من اتعجب منهم من هم من في مثل سني او اكبر مني و بخبرات اكثر و كانوا سذج ليسقطوا فريسه سهله للتوجيه العقلي و التحكم الفكري عن طريق ادوات بالنسبه لي تعتبر مفضوحه و لم يفكروا في نتائج افعالهم و لم يكن عندهم اي خطط مستقبليه، ينظرون لما يريدون و يريدونه الان و يستعملون كل الحيل الهوجاء للوصول الي مبغاهم بلا ادني تفكير فيما سيجلب عليهم ما يريدون في المستقبل حتي القريب منه.
لم يفكروا فيمن يتبعون و لا ما هي اهدافهم الغير معلنه و لم يتكبدوا عناء البحث في تاريخ هؤلاء و لا في تاريخ الانسانيه عموما، الموضوع لا علاقه له بالمستوي التعليمي فمن هؤلاء من اعرفهم جيدا و هم حاصلين علي شهادات دكتوراه من جامعات انجليزيه و امريكيه، المشكله تكمن في تركيبتهم العقليه التي لعب عليها مشعلي اي احداث فيوجهون اراء هؤلاء المنقادين و افعالهم مع إعطائهم الاحساس الكاذب انهم من يتحكمون في الموقف.
السذاجه حاله عقليه لا شفاء منها فقط علينا التعايش مع المصابين بها و محاول التحكم في افعالهم، و لا تجادلهم فلا فائده من النقاش معهم.
فكما قال الامام الشافعي رحمه الله "

يخآطپني آلسفيه پگل قپـح فأگـره أن أگون له مچيپآ
يزيد ســفآهة فأزيد حلـمآ گعود زآده آلإحرآق طـيپآ

إذآ نطق آلسفيه فلآ تچپـه فخير من إچآپته آلسگوت
فإن گلَمتــــه فرَچت عنـه وإن خليتـه گمـدآً يمـــوت