Wednesday, October 26, 2011

إنقلبت الموازين


فجعت بمشهد قتل العقيد الشهيد معمر القذافي و اولاده الشهداء و فجعت اكثر بلقطات لهم احياء قبل ان يقتلوا علي يد جرذان النيتو بدم بارد و تلي ذلك مني تجهم، لم اعرف كيف اعلق علي ما حدث و ظللت ابوح بما في صدري لكل من حولي و لكني فجعت اكثر برأي اكثر من حولي.

قوبلت بهجوم شديد علي تلقيبي لهم بالشهداء و إطلاقي اسم الجرذان علي الخونة المتعاونين مع الناتو و هو اللفظ الذي اطلقه القذافي رحمة الله عليه عليهم حتي وصل الامر بأحد اصدقائي ان اتصل بي و قال "هدي اللعب شويه يا عم و خلي بالك من نفسك" و جاءني تليفون اخر لا اود ذكره مهدد لي لأتوقف عن الكتابه.

فعجبت هل إنقلبت الموازين هل إختلت المعادلة، هل اصبح من يتعاون مع المحتل و من يهاجم الاقسام و مراكز الشرطة ليقتل الضباط ابطال و شهداء، و اصبح من يدافع عن بلاده حتي الموت هو المجرم؟ هل الإنضمام للناتو اصبح شرف و الإستشهاد اثناء الدفاع عن الارض اصبح عار؟ هل اصبحت الخيانه هي الاساس و الوطنية هي الشذوذ؟

ماذا حدث للناس هل اختلت عقولهم، عندنا في مصر مثل شعبي يقول "انا و اخويا علي إبن عمي و انا و إبن عمي علي الغريب" يعني مثلا إذا حدث شيء بيني و بين جاري المسيحي من الممكن ان يقف إلي جانبي جار اخر مسلم اما إذا دخل شخص و حاول المساس بأخي المسيحي و الله لقطعت رقبته ليس فقط يده. انا و هو نتشاحن شيء اما ان يأتي غريب و يمسه هذا شيء اخرلا ارضي به و لا هو يرضي به.

ان يكون لي حاكم ظالم (هذا بفرض انه ظالم) من الممكن ان اثور عليه و لكن متي مست قدم اجنبي ارض وطني سأضع روحي فداء نفس الحاكم حتي تكون العزة لوطننا.
قالو لي القذافي كان يقتل شعبه و لما سألت من اين لك بهذه المعلومة قال من الإعلام، عجبا و قد كان اول ما فعلوه هو انهم اغلقوا للقذافي جميع قنواته الإعلامية ليخرسو صوته، ثم بثوا سمومهم بألتهم الإعلامية الخسيسة، و ياللعجب صدق الناس الاخبار الاتية من الاعداء و كذبوا اخبار إخوانهم.
في ليبيا كان العلاج مجاني، الطلبة يأخذون راتب علي تعليمهم، التعليم الجامعي مجاني، عند زواج احد الشباب فله الحق في منزل و 60,000 ريال معونة لمصاريف الزواج، السيارات بدون جمارك و بالتقسيط بدون فوائد، منع القذافي اي امريكي من الحصول علي الفيزا لليبيا و اجبر إيطاليا علي الإعتذار رسميا علي ما فعلته إبان إحتلالها لليبيا، هل هناك قائد افضل من ذالك.
و الله لم افهم هذا البطل إلا بعد ما حدث له فلم يكن مجنون كما ظننت و لكنه كان يفعل ما نظنه جنون و لكنه علي حق.

لقد قراءت كتب لميكافيلي (صاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة) و لم اكمل ايها، قلت هذا رجل مجنون و دموي لا يجب ان يقراء له احد، و لكن في هذه الاحداث تذكرت بعض ما قرأت فرجعت و قررت إكمال إحداها، و يا لهول ما رأيت، كأنه زعيمهم يعطيهم تعليماته فمثال بسيط ميكافيلي يوصي عند إحتلال اي دولة ان يقتل كل اسرة الحاكم حتي لا يأتي احدهم بأتباعه و يستطيعوا العودة للحكم، و هو نفس ما حدث في العراق قتل اولاد صدام و قتل صدام بعدهم بعد محاكمة صورية بلهاء، و هو ما حدث في ليبيا قتل القذافي و اولاده و هو نفسه ما يحاولون عمله في مصر اتهم مبارك و اولادة بالقتل حتي يستطيعو ان يصدروا عليهم حكم بالإعدام، و في اليمن حاولوا قتل علي عبد الله صالح، اما زين العابدين بن علي فلا اولاد له و هو مريض بالسرطان فلن يحتاجوا ان يقتلوه.

الهدف هو إضعاف قوتنا فبإضعاف قوة الاخرين تبقي هيمنتك عليهم و لكن كيف يضعفك بدون إراقة نقطة دم من دماء اولاده طبعاً هذه مهمة سهله، فما اسهل من بث الضغينة بين الشعب و الحكام و نشر الإشاعات و الفوضي للإطاحة بالحكام  و بدون حكام ستكون مسألة سهلة دب الفرقة بين ابناء الوطن الواحد و تقسيمهم و بالطبع "فرق تسد" فسيادتهم تأتي تفريقنا مسلم و مسيحي، كاثوليك و ارثودكس، سني و شيعي، و ما اكثر الإختلافات التي يمكن ان يوجدوها للتقسيم داخل كل فئة.

انهم يجهزون علينا ببث الضغينه في قلوبنا و إشاعة الغل و الحقد بيننا و الفرقة بين ابناء الوطن الواحد حتي ننسي ما يوحدنا و هو الوطن و حتي ننسا اننا كلنا مصريين، و ان لي إخوة عرب مسيحيين و مسلمين و كلنا تربطنا اخوة لا تتمزق اوصالها ابدا مهما إختلفنا و تشاحنا.
اعترف اني كنت من الاغبياء الذين يقولون اننا مصريين و لسنا عرب و لكن بعد ما حدث إكتشفت ان عروبتنا التي دامت 1400 سنة من بعد الغزو الإسلامي لمصر توطدت جذورها و تشعبت و لا اود الان ان تنقطع، فشكرا للمحتلين شكرا للأعداء شكرا للخونة فقد علمتوني الإنتماء لعروبتي و فتحتم افاقي فعرفت من هو العدو و من هو الصديق، لقد انكشف كل شيء لي الان، فعلا إن شربت السم اما ان يقتلك او يكون لديك مناعة فلا يؤذيك سم الاخرين، اذهبو بثو سمومكم بعيد فلم تعد تؤثر في و ليتحد الشرفاء ولا نتفرق ابدا و لنواجه عدونا الداخلي و الخارجي بضراوة لن نترك لهم اوطاننا حتي إن متنا فإن الميتة بشرف افضل من الحياه في وسط الخونة و المحتلين و إعطائهم الفرصة ليتحكموا في مصائرنا طبقا لمصالحهم الشخصية.