Wednesday, November 09, 2011

الخدعة الكبري


بمجرد إنفجار احداث 25 يناير 2011 إدعي الإخوان المسلمين انهم مجرد مشاركين و انهم لم يخططو لهذا الحدث و انهم لم يتعاونوا مع الولايات المتحدة ضمن خطة هذا الإنفجار المهول، كما إدعي الليبراليين – الكلب الامين للأعداء- بالتعاون مع سيدهم القوي الولايات المتحدة ان الإخوان ما هي إلا فزاعة يرعب بها النظام الشعب حتي يظل تحت سيطرتة و ان الإخوان ليسوا مؤثرين في مجريات الامور و انهم ليسو بالقوة المشاعة عنهم و بالطبع صدق المغفلين ذلك.
 و ثبتت الايام عكس ذلك. لا ادري كيف يصدق هؤلاء المغفلين ان تنظيم يعمل منذ عشرينات القرن الماضي لا يملك الاعضاء و لا الحنكة السياسية ليؤثر علي مجريات الامور في ظل هذه الفوضي و كيف لا يشترك في إسقاط نظام طالما احبط محاولاته للسيطرة علي البلاد، فبمجرد ان عرضت علي الإخوان المسلمين الخطة اعتقد انهم قرروا الإنضمام للخونة و موالاة الأجانب الذين دائما ما كانوا يطلقون عليهم الكفارلضرب بني بلدهم و ذلك لتحقيق مصالحهم الشخصية.
و قد ظهر ذلك جليا عندما دعا الليبراليين لمظاهرات قرر الإخوان المسلمين عدم المشاركة فيها، فتحولت المظاهرات المقرر إقامتها إلي وقفات لبضع مئات و بأت بالفشل التام و كان ذلك إستعراض لقوة الإخوان و ظهرت ايضا فيما سمي بجمعة قندهار (جمعة تطبيق الشريعة) و ظهرت فيها قوة الاخوان و القوي الإسلامية الاخري من سلفيين و الجماعة الإسلامية جليا.

قد اعلن الإخوان انهم لا يطمحون لنيل اغلبية مقاعد مجلس الشعب و لكن ذلك مجرد جزء من الخدعة و لكن الوجه القبيح للخطة يظهر بعد ذلك، فهي خطة تستعمل لتسويق السلع، مناورة قديمة جدا، و لكن لم تظهرها الإخوان إلا عند اللزوم، يتم نشر اكثر من منتج لنفس الشركة فمهما إختلفت اذواق المستهلكين يكون اكثر السلع التي امامهم من منتجات نفس الشركة فتستولي هذه الشركة علي معظم السوق و هذا بالظبط ما حدث.

قسمت القوي الإسلامية نفسها إلي ثلاثة سلع او ما نسميه في السياسة احزاب، حزب الإخوان (العدالة و الحرية)، حزب السلفيين (النور)، حزب الجماعة الإسلامية (البناء و التنمية) و كما تلاحظ كل اسمائها تدعي انها تهدف لحياه أفضل للمواطنين و لا تمت للإسلام بصلة، و في حالة ان كل حزب من هذه الاحزاب لا يحصل غير علي 20% من مقاعد مجلس الشعب يصبح مجموع ما للإسلاميين من مقاعد في المجلس التشريعي للبلاد 60% اي الاغلبية، فلا يمكن تمرير قانون او قرار إلا بعد موافقتهم، و لإستكمال الخطة الشريرة يدعون إلي إقامة نظام برلماني لحكم البلاد و ذلك حتي يجردوا رئيس الدولة من كل سلطاتة و يصبح منصب شرفي مثل رئيس إسرائيل و يصبح حكم البلاد في يد البرلمان الذي يمتلكون فيه لأغلبية ساحقة، فبذلك يكونوا قد وصلوا لمقاليد الحكم بشكل غير مباشر، بإختصارفكر شيطاني بمساعدات و خطط اجنبية وجريمة خيانة عظمة مكتملة الاركان.

يقول لي البعض ان الغرب و خاصة الولايات المتحدة – و بالمناسبة إن الولايات المتحدة ما هي إلي القناع للمملكة المتحدة و اليد المنفذة لخطط إنجلترا- لن تسكت علي ذلك و لن تجعل الإخوان علي قمة الحكومة ابدا، و لكن انا لي رأي مخالف و هذا الرأي كان هو نفسة منذ حوالي ست سنوات و قد ضحك احد اصدقائي عندما سمع هذا الرأي مني و لكني الان اصبحت اؤمن به اكثر من ذي قبل، فالولايات المتحدة قد جندت الليبراليين للقيام بأحداث يناير حتي يكونوا في المقدمة فيتلقون الصدمة  الاولي  و يجتمع الشعب معهم و خصوصا الشباب الذي لا يعتنق فكر الإسلاميين و لكن ترك الليبراليين في السلطة لن يعطي الولايات المتحدة اي زريعة للتدخل مرة اخري في شوؤن البلاد الداخلية، كما انهم يعرفون جيدا ان هؤلاء الليبراليين ما هم إلا خونة تم تجنيدهم و إعطائهم وعود شخصية فبذلك لا يمكن الوثوق بهم ابدا، و لكن وجود الإسلاميين في السلطة (و هذا كان و مازال رأي الخاص) يجعل لهم الحق دائما للتدخل لمعاونة الاقليات ذات الديانات الاخري و الأراء المخالفة و الشواذ طبعا و بالطبع مقاومة التطرف و الإرهاب ً و لذلك ستعمل الولايات المتحدة جاهدة علي إيصال الإسلاميين للحكم و بذلك يكون دائما تدخلهم مبرر.
و بذلك تكون الولايات المتحدة قد وضعتنا بين فكي الرحي، فقد أخرجت في البداية من المعادلة النظام المتوازن القديم بإطلاق الإتهامات بالفساد و العمالة علية و بدون اي دليل مادي صدقها المغفلين ممن ساروا علي درب الاحداث و بقي امام العامة من الناس ان تختارإما اللبراليين الخونة، او الإسلاميين و ، فيكون ليس لديهم إلا خياران كلاهما سم زعاف.

إن الولايات المتحدة علي شفاه إنهيار إقتصادي رهيب بدأت بوادره في الظهور بالفعل، و لم يكن امامها إلا ايجاد حل لجمع ما يمكنها من موارد و ثروات و ذلك بتصريف منتجاتها و خدماتها و إيجاد فرص عمل جديدة لرعاياها لتوقف هذا الدمار القادم، و كان هذا الحل ببساطة هو الدمار، فالدخول في حروب بدعوا حماية الديمقراطية و الحريات تدمر اثناءها البنية الاساسية للبلاد كما حدث في العراق او افغانستان او ليبيا و من ثم تستولي علي البلاد المدمرة و في نفس الوقت يستقبلها الشعوب علي انها المنقذ مما كانوا فيه من قهر و ظلم و طغيان و ذلك بنشر هذا الفكر بألتهم الإعلامية الضخمة و المدفوع لهم من الخونة.
فبتدمير المناطق التي تملك الثروات الطبيعية كالبترول العراقي و الليبي و اليورانيوم في دارفور و المناطق التي تملك الطرق التجارية كما في مصر قناة السويس و الطريق ليورانيوم دارفور من الصحراء المصرية و سوريا لإعادة فتح خط انابيب البترول القديم كركوك حيفا ليتمكنوا من تصريف بترول العراق في البحر المتوسط لتقصر الطريق بشكل كبير إلي امريكا، فعند تدمير كل هذه المناطق و دخولها بقوات غازية بدعوي نشر الديمقراطية يتم إفقار هذه البلاد ثم المطالبة بتكاليف الحملات العسكرية و إعادة إنشاء البنية الاساسية التي بالطبع تقوم بها شركات اجنبية لا يصبح امام هذه البلاد حل لتسديد هذه التكاليف الضخمة إلا في صورة مواد خام و تسهيلات لعبور بضائعهم الثمينة من بترول و يورانيوم و اكثر من ذلك ربما الموافقة علي دفن نفايات سامة او حتي نووية في اراضيها و تستنذف الولايات المتحدة هذه الثروات و ترد قيمتها في صورة حملات عسكرية و تدريبات عسكرية للجيوش التي تم تفكيكها كما حدث في العراق ثم تسديد فواتير شركات إعادة الإعمار و شركات الامن مثل بلاك وترز التي كانت بالفعل احد الاضلاع الاساسية في هذه الحملات، و لا تستعجب عندما اقول إن الولايات المتحدة لا تستهلك هذه الثروات و لكنهت تخزنها في مستودعات ضخمة لإستعمالها في وقت الحاجة فهي تقوم فقط بنقل هذه الثروات بشكل بشع و واسع إلي اراضيها لتكون جميع هذه الثروات تحت يدها في المستقبل و لتظل هي فوق القمة و تضعف و تفقر الجميع فتظل هي الاقوي دائما.

سيتهمني البعض بالجنون و بالإيمان بنظرية المؤامرة و لكن ما يحدث الان لا يمكن تفسيرة –من وجهة نظري الشخصية- بشكل اخر هو فكر شيطاني يعتمد علي نظريات قديمة و افكار فلاسفة مثل ميكافيللي و خطط طويلة الاجل لا تهدف إلي الربح القريب و لكن إلي الربح طويل الاجل، فهم ليسو مثلنا ننظر تحت اقدامنا فنحاول الربح الان و في اقرب فرصة و لكنهم يسيرون بخطي بطيئة و لكن ثابتة لا يغيرها شئ و بقدرة عالية علي تغيير هذه الخطط دائما تبعا لتغير الاحوال و التكنولوجيا و الزمن.

خدعة كبري تخدعها الولايات المتحدة و اعوانهم من الاوروبيين و يستغلون فيها الخونة من البلاد المراد الإستيلاء عليها و في حالة الوطن العربي يستغلون معهم المتسلقين الإسلاميين الذين لا يبغون إلا الإستيلاء علي الحكم و ذلك لما فيه من مصالحهم الشخصية و ربما ايضا يكونوا عملاء للأعداء و يلبسون غطاء الإسلاميين فلا يشك بهم احد و اكثر من يساعدهم في هذه الحملات هم المغفلين من ابناء الوطن الذين يجتمعون بأعداد كبيرة و يؤمنون تحت تأثير الالة الإعلامية الفتاكة بهذه الافكار البلهاء من نشر الديمقراطية و محاربة الفساد و مقتنعون ببلاهة انهم سيأتون بملائكة من السماء و رسل ليتسلموا مقاليد الحكم فتصبح بلادهم يوتوبيا و يعاقب كل ظالم و فاسد فيها.
هؤلاء المغفلين الذين يضغطون بأعدادهم الضخمة علي الحكومات و يدخلوا في هذا الصراع مما يضع الحكومة تحت ضغط هائل حتي تنهار و يسقط تحت هذا الضغط الهائل الاخلاق و النظام و الامان و الإقتصاد و كل شئ اخر كما حدث في العراق و افغانستان و ليبيا و يحدث في مصر، و لن يعرفوا هؤلاء المغفلين هذه الخدعة إلا بعد فوات الأوان و بعد ان تتمكن القوي الاجنبية من البلاد و يكون تدارك الامر مستحيل.

نحن منزلقون في فوهة بركان و ما ينتظرنا إلا الجحيم ليحرق الأخضر واليابس، ليحرقنا نحن و اولادنا و احفادنا،  إلي متي سننتظرلا اعرف؟ اننتظر حتي نهلك بسبب سلبيتنا امام هؤلاء المغفلين؟
اما أن الاوان لنتحرك، لنخرج عن صمتنا و نصرخ بأعلي ما يمكننا، لنصرخ حتي يصل صراخنا إلي عنان السماء فيهز الاعداء و يعرفون اننا لسنا بضعاف، لنوقف زحفهم قبل ان نكون أندلس جديدة و تذهب منا الارض بلا رجعة و ننسا ثقافتنا و عادتنا و ننغمس في بحر نذوب فيه فلا يبقا لنا لون ولا طعم ولا رائحة.
فالنرفع رايات العصيان علي ما يفعلون بنا لنقول لهم "لا" بصوت عالي فلنقول لهم اننا كشفنا الاعيبهم و نطردهم كما تطرد الفئران من الحقول الخضراء حتي لا تدمرها، و اقتبس قول الشهيد العقيد معمر القذافي "حان وقت العمل، حان وقت الجهاد، حان وقت الزحف، ثورة، ثورة" فالنثور قبل ان تنتهي اضلاع الخدعة و لا يصبح امامنا إلا الخنوع و الذل.
  

2 comments:

Anonymous said...

Hi Ayman,

Wanted to comment in Arabic but the computer I am using does not have an Arabic keyboard.

I know you and met you several times, and think you're a nice guy.
It is unfortunate to see that you are severely disillusioned. I know you are well-meaning, because like I said, I have met you and talked to you, but you sound so scared of the uncertainty in Egypt due to current events, and it is negatively affecting your ability to reason.

I wish you the best.

Sincerely,

A fellow Egyptian (and friend of yours commenting anonymously :)

Anonymous said...

حلو اوى يا ايمن... لعل قومى يعقلون... لكن يجب ان تكون متفاءل... لان يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرون... فالتفاءل ان مستوى الوعى بدا شوية عند الناس بعد الثوره .. و فى كتير بينشروا هذا و بيتكشف كل يوم انه صحيح